تحركات حوثية موسعة في الحديدة.. ما علاقتها باغتيال سليماني؟
أضافت واقعة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني تأكيدات جديدة حول الدعم الذي تتلقّاه المليشيات الحوثية من طهران، وهو دعم فُضِح أمره كثيرًا على مدار الفترات الماضية.
الدعم الإيراني للحوثيين تجّلى فيما أقدمت عليه المليشيات مؤخرًا، من دفعها بمئات المقاتلين من جنسيات أجنبية إلى محافظة الحديدة، وأعادت تموضع مقاتليها هناك مع نشر مزيد من القناصين على أسطح المباني الحيوية، وتعزيز قدراتها العسكرية بإدخال كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة للحديدة، وذلك في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وتستهدف المليشيات من هذه الممارسات إحباط كل المساعي لاستكمال عملية السلام وتنفيذ بنود اتفاق السويد، لا سيّما أنّ المليشيات أخرجت في الأيام الماضية عددًا كبيرًا من الخبراء الإيرانيين الموجودين في المدينة إلى مناطق مجاورة.
ويفوق عدد الخبراء الإيرانيين الموجودين في اليمن منذ اندلاع الحرب، 250 خبيرًا مختصين في الأعمال القتالية والتسليح وإعادة صناعة وتركيب كثير من المعدات القتالية وفي مقدمتها طائرات درون التي استخدمتها الميليشيات بشكل مكثف في الآونة الأخيرة.
إقدام الحوثيين على تجنيد مقاتلين أجانب في الحديدة يرجع إلى عوامل عدة، أبرزها نقص عدد المقاتلين جراء الفرار من المعارك أو مقتل كثيرين منهم في المواجهات، وأنّ كثيرًا من سكان تهامة يرفضون الانضمام إلى صفوف الميليشيات، ومن التحق يكون تحت تهديد القتل والسلب.
وكثيرةٌ هي صنوف الدعم الذي قدّمته إيران للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية،
وقد لعب الجنرال الإيراني الصريع قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، دورًا مهمًا في تحريك المليشيات الحوثية التي يُنظر إليها باعتباره أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة.
وعلى الرغم هذا الدور، لكنّ سليماني لم يزر اليمن كثيرًا، وكان أغلب الوقت يتنقّل بين العراق وسوريا وبلاده إيران.
سليماني كان قد أجرى زيارةً واحدة إلى اليمن، وذلك في نهاية مارس 2015، وقد كان ذلك بعد بضعة أيام من انطلاق عملية عاصفة الحزم التي بدأها التحالف العربي الذي أطلق العملية.
زيارة سليماني إلى صنعاء كانت في محاولة لدعم المليشيات وتنسيق تحركاتها على الصعيد العسكري في مواجهة التحالف العربي.
ودون أن يزور اليمن، كان سليماني قد أشرف على الحرب الحوثية العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، وآنذاك حرص الجنرال الإيراني على دعم المليشيات بأسلحة نوعية وخبراء من الحرس الثوري وحزب الله.