ألغام الساحل الغربي.. بين وحشية الحوثي وإنسانية السعودية

الجمعة 10 يناير 2020 17:43:10
testus -US

تُمثّل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.

ففي محافظة الحديدة، فكَّك فريق نزع الألغام التابع للقوات المشتركة، قنبلةً تزن 80 كيلو جرامًا، زرعتها مليشيا الحوثي شرق مدينة الحديدة.

وكشف مصدر مطلع عن عثور الفريق الهندسي لنزع الألغام التابع للقوات المشتركة على القنبلة، خلال عملية مسح ميداني شرق الحديدة، ونجح الفريق في تفكيك القنبلة بنجاح ونقلها إلى مكان آمن.

وزرعت مليشيات الحوثي معظم مناطق ومديريات الساحل الغربي، قبل انسحابها منها، بالألغام والعبوات الناسفة والقذائف مختلفة الأحجام والأنواع بشكل كبير.

المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.

الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.

وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.

في المقابل، بذلت المملكة العربية السعودية، ممثلة في المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، جهودًا هائلة لنزع هذه الألغام الحوثية، وقد أعلن المشروع في إحصائية جديدة، قبل أيام، تمكنه من إتلاف وتفجير 995 لغمًا حوثيًّا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في الكدحة بالساحل الغربي.

وصرّح مدير عام المشروع أسامة القصيبي بأنّ فرق المشروع قامت بإتلاف 102 لغم مضاد للدبابات و772 قذيفة منوعة، و63 عبوة ناسفة، وأضاف أنّ العملية شملت أيضًا إتلاف وتفجير ثمانية صواريخ طيران و39 قنبلة منوعة و11 صاروخ كاتيوشا.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، دعت المملكة العربية السعودية، المجتمع الدولى والأمم المتحدة إلى التحرك لإجبار المليشيات الحوثية على وقف زراعة الألغام "مصائد الموت" التى تتسبب فى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، واتخاذ تدابير عاجلة للتصدى لمخزونات الأسلحة الحوثية ونزع سلاح هذا الفصيل الإرهابي.

وآنذاك، قال عضو وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السكرتير ثانى فيصل بن سعيد البيشى، خلال كلمة المملكة أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار فى الجلسة المنعقدة حول "الأعمال المتعلقة بالألغام"، إنّ المليشيات الحوثية قامت بتطوير الألغام وصناعتها بشكل يسهل إخفاءها فى البيئة المحلية، ما يضاعف من خطرها على المدنيين، وزرعتها بشكل عشوائى فى المدن والقرى.