دفتيريا الحوثي.. أوبئة المليشيات التي تمشي على الأرض
يعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي تضرَّرت من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وتشهد مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية تفشيًّا للكثير من الأمراض، وهو ما يدفع ثمنه ملايين السكان الذين يقطنون هذه المناطق.
وباء الدفتيريا هو أحد الأوبئة التي سجَّلت انتشارًا كبيرًا وملحوظًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ما يبرهن على تدهور الوضع الصحي هناك.
وتُعرِّف منظمة الصحة العالمية، مرض الدفتيريا بأنّه عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية، وعادةً ما تبدأ علامات الدفتيريا وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة.
وتظهر الأعراض تدريجيًّا، وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى، وفي الحالات الوخيمة تُنتج هذه البكتيريا سُمًا يُسمى "ذِيفاناً"، يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق.
ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالًا نُباحيًّا، ويتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.
ففي محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أكَّدت مصادر طبية وفاة وإصابة العشرات، بوباء الدفتيريا خلال العام الماضي.
وقدرت المصادر ضحايا مرض الدفتيريا، بـ 18 حالة وفاة و165 إصابة في عام 2019، ورجّحت ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة للإصابة بالدفتيريا في المناطق النائية في المحافظة، لغياب آلية التوثيق الدقيقة.
وأرجعت انتشار المرض في إب، إلى غياب التدخلات الطبية من سلطات المحافظة المحلية الخاضعة لسلطات الحوثيين.
ليس "أنفلونزا الخنازير" هو المرض الوحيد الذي قتل به الحوثيون كثيرًا من السكان، فالقطاع الصحي بشكل عام في مناطق سيطرة المليشيات تعرَّض لكثيرٍ من الاعتداءات من قِبل المليشيات، حتى تفاقمت الأعباء على السكان بشكل لا يُطاق.
وكثيرًا ما صدرت تقارير دولية بيَّنت حجم المأساة التي يمر بها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، ومدى التضرُّر الحاد الذي نال من القطاع الصحي على مدار الأشهر الماضية.
وفي وقت سابق، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.