الإعلام في زمن الحوثي.. عدسات وأقلام لم تنجُ من الإرهاب

السبت 11 يناير 2020 15:16:49
testus -US

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران كثيرًا من الجرائم والانتهاكات ضد الإعلاميين والصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تنوَّعت الانتهاكات الحوثية ضد العاملين في وسائل الإعلام بين القتل والإصابة والاعتقال والاعتداء والإخفاء القسري والمنع من مزاولة العمل والتصوير والتهديد بالأذى والعنف والتعذيب وإحالة للمحاكمات ومصادرة الممتلكات.

وكشفت تقارير حقوقية أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت 143 انتهاكًا ضد الحريات الإعلامية خلال العام الماضي، منها حالتا قتل، كما تعددت بقية الانتهاكات بين الإصابة والاختطاف والاعتداء واستهداف المؤسسات الإعلامية وغيرها.

وسجّلت التقارير تسع حالات إصابة، وست حالات اختطاف، و15 حالة اعتقال، و30 حالة اعتداء، و20 حالة تهديد، وحالة واحدة للإيقاف عن العمل، و11 انتهاكًا ضد مؤسسات إعلامية، بالإضافة إلى 49 حالة أخرى.

وأحيل عددٌ من الصحفيين بشكل تعسفي إلى النيابة، بالإضافة إلى صدور توجيهات بعدم التصرف بممتلكات أكثر من 25 صحفيًّا ووسيلة إعلامية تمهيدًا لمصادرتها.

ومنذ إحكام سيطرة المليشيات على صنعاء على وجه التحديد، ارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الحريات الصحفية كالاعتداء والقتل والتهديد والاختطاف والنهب والفصل عن العمل.

ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، برزت آلة إعلامية تدعمهم، إلا أنّ هذه الاستراتيجية الإعلامية والدعائية للحوثيين حملت بصمات واضحة من "حزب الله" الذي احتضن الماكينة الإعلامية للحوثيين من قنوات "المسيرة" و"الساحات" التابعة لتيار يساري يمني مناصر للمليشيات، وغيرها من القنوات والمواقع الإخبارية.

ولا يكتفي حزب الله بتقديم الدعم اللوجستي من خبرات ومقاتلين ومدرّبين للمليشيات الحوثية، ‏بل حوّل معقله الحزبي في ضاحية بيروت الجنوبية إلى "حصن إعلامي" ومنصة لإدارة الماكينة الإعلامية للحوثيين لدعم محورهم في اليمن ومهاجمة التحالف العربي.

وتعتمد وسائل الإعلام الحوثية على الصبغة الدينية، ولا تكفّ عن الحديث عن "المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية"، وما تُسميه "التواطؤ العربي".

وفي 2011، أنشأت مليشيا الحوثي قناة "المسيرة" كوسيلة إعلامية رسمية باسمها، تبثّ من الضاحية الجنوبية، وتضمّ طاقمًا إعلاميًّا وميدانيًّا معظمه لبناني، إلا أن المودعين أي المموّلين يمنيون، وتستفيد من القمر الصناعي الخاص بـ"تلفزيون المنار" التابع لـ"حزب الله" للبثّ.

وبعد عامين على إنشاء قناة "المسيرة"، أطلق الحوثيون في العام 2013 قناة "الساحات" الإخبارية،وتعاقب عدد من المديرين على القناة التي جرى إطلاقها رسميًّل من العاصمة اللبنانية في يوليو 2013، إلا أنهم استقالوا بسبب ملف الفساد الذي ظل يضرب القناة منذ انطلاقها.

ولا يقتصر دعم "حزب الله" على احتضان الشبكات الإعلامية التابعة للحوثيين، بل يمتد إلى تدريب العاملين في القطاع الإعلامي، لا سيما ما يُعرف بـ"الإعلام الحربي" من خلال إخضاعهم لدورات وتخريجهم لاحقًا.

و"الإعلام الحربي" تسمية إيرانية للإعلام العسكري، ظهر في بؤر الصراع التي تقودها إيران في العراق، سوريا، لبنان واليمن، تستعرض من خلاله صورًا وفيديوهات لعملياتها العسكرية بطريقة حماسية وتعبوية.