نهب المساعدات الإغاثية والدوائية.. عدوان حوثي على الإنسانية
السبت 11 يناير 2020 16:12:27
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، استهدف هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران الأزمة الإنسانية، وهو ما كبَّد المدنيين كثيرًا من الأعباء.
وتواصل مليشيا الحوثي ممارسة سياسة ممنهجة لنهب المساعدات الإغاثية والدوائية في مناطق سيطرتها من أجل تجويع السكان.
وقال مصدر مسؤول بمجال الإغاثة إنّ انتهاكات الحوثيين بحق المساعدات مستمرة حتى اللحظة بدءًا من عرقلة وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات النفطية، وصولًا إلى قصف مطاحن الغذاء في الحديدة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وأضاف أنَّ مليشيا الحوثي تستغل الورقة الإنسانية لتحقيق أجندتها واستعطاف المجتمع الدولي.
ونوهت بأنَّ المليشيات تقصف بشكل مباشر مخازن القمح بصوامع الغلال في الحديدة، بهدف حرق وإتلاف أكثر من 51 ألف طن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
وكانت المليشيات الحوثية قد أتلفت مؤخرًا، سبعة أطنان من الأدوية التابعة لإحدي المنظمات الدولية بعد تعرضها للتلف بسبب رفض الملشيات لفريق عمل المنظمة توزيعها لمدة ثمانية أشهر.
وتعرّضت منظمة العمل لمكافحة الجوع تعرضت لسلسلة من التعسفات الحوثية، حيث مُنعت في الفترات الماضية من توزيع أدوية ومواد غذائية، ما سبّب تلف جزء كبير من المساعدات التي تقدمها للمواطنين في محافظة الحديدة الساحلية.
في مدينة الحديدة، كشفت مصادر أنَّ المليشيات الحوثية اقتحمت أحد مخازن المنظمة وأتلفت كميات كبيرة منها 48 صنفًا من الأدوية للأمراض المزمنة، وكميات أخرى من السوائل الوريدية والفيتامينات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه على مدار الأشهر العشرة الماضية، تعرَّضت العشرات من المنظمات الدولية لممارسات تعسفية من الحوثيين؛ بهدف ابتزاز هذه المنظمات، مما أدى ببعضها إلى تعليق أنشطتها في الجانب الإنساني، قبل أن تستأنف العمل من جديد.
وتسبّبت المليشيات الحوثية في صناعة أزمة إنسانية شديدة البشاعة، دفع ثمنها ملايين السكان بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ولا تقتصر المليشيات على ذلك الأمر، بل يعمل الحوثيون كذلك على استهداف المنظمات الإغاثية الدولية وتستهدف التضييق عليهم ليل نهار من أجل عرقلة توزيع هذه المساعدات.
وتمثّل سرقة المساعدات الإنسانية أحد أبشع الجرائم التي اعتادت المليشيات الحوثية على ارتكابها، طوال سنوات الحرب، مستهدفةً من وراء ذلك تكبيد السكان أعباء حياتية لا تُطاق.
ووُجِّهت اتهامات رسمية للمليشيات الحوثية باحتجاز ونهب 440 شاحنة مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات في محافظات الحديدة وإب وصنعاء، منذ وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى الحديدة عقب اتفاق ستوكهولم في 23 ديسمبر 2018 حتى نهاية ديسمبر 2019.
وقامت المليشيات الحوثية بنهب مساعدات طبية خاصة بشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير في عدد من المحافظات وببيعها للمستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة، ونهب مبلغ 600 مليون ريال تابع لمنظمة الصحة العالمية خاص بلقاحات شلل الأطفال في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
في الوقت نفسه، منعت الميليشيات الحوثية 120 موظفًا أمميًّا من الوصول إلى أحد مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، والذي يحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لأكثر من ثلاثة ملايين و700 ألف شخص لأكثر من ثمانية أشهر، وقصفت هذه المخازن ما أدّى إلى إتلاف كمية كبيرة من تلك المساعدات.
كما احتجزت المليشيات الموالية لإيران، 20 موظفًا تابعين لوكالة التعاون التقني والتنمية الفرنسية "ACTED"، بالإضافة إلى إغلاق مكاتب منظمات أممية ودولية في محافظات الضالع وذمار وإب وصنعاء، واقتحام مخازن المنظمات في محافظات ريمة وذمار والضالع، واحتجاز فريق منظمة الصحة العالمية في مطار صنعاء ومصادرة أجهزة مستلزمات خاصة بالمنظمة، إضافة إلى قيامها بمنع وفد أممي تابع لبرنامج الأغذية العالمي من زيارة تعز.