مقتل سليماني.. هل يقطع الحبل السري بين الحوثي والإصلاح؟

الاثنين 13 يناير 2020 01:49:38
testus -US
شكل مقتل قاسم سليماني نقطة فاصلة في علاقة المليشيات الحوثية بنظيرتها الإصلاحية، ولعل ذلك ما وضع من خلال تزامن تصعيد مليشيات الإصلاح في تعز مع الإرهاب الحوثي في الحديدة والذي أخذ منحياً تصاعدياً منذ ذلك الحين، غير أن ذلك يكشف عن كثير من الخبايا بشأن علاقة مليشيات الإخوان في اليمن بإيران.
ويرى مراقبون أن قاسم سليماني كان مهندس العلاقة بين مليشيات الإصلاح وإيران، وأن ذلك يعد انعكاساً لعلاقاته الوطيدة بين التنظيمات الإسلامية السنية في العديد من البلدان العربية على رأسها علاقته بحركة حماس وتنظيم الجهاد في فلسطين، وتنظيم الإخوان في مصر بالإضافة العلاقة الوطيدة بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الحمدين الإخواني في قطر.
وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يكون هناك تصعيد متزامن بين الإصلاح والحوثي رداً على عملية مقتله، وأن هذا التحرك يعد أحد أدوات إيران غير المباشرة التي تستخدمها في ردها على الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الإضرار بالمصالح الأمريكية بالمنطقة أو عبر استهداف القوى الإقليمية الحليفة لها.
وتفسر المعطيات السابقة التحركات المريبة والمتنامية من قبل مليشيات الإصلاح والرامية لتشتيت جهود التحالف العربي وجر المواطنين إلى معارك أقل ما توصف به أنها معارك لإنقاذ المليشيات الحوثية، وليس صراعاتهم في ريف جنوب وغرب تعز وتحشيداتهم وتهديداتهم المعلنة لاستهداف القوات المشاركة بعيدة عنها.
ويرى مراقبون أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن يتزامن تصعيد المليشيات الحوثية لتهديد الملاحة الدولية مع حملات الإخوان التخوينية لدولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي بشكل عام وكذلك تحركاتهم المكثفة لحروب جانبية في المحافظات والمناطق المحررة كما حصل في شبوة وأبين وعدن وفي الحجرية محافظة تعز، والأخيرة بدأت تدريجيا وبشكل متسارع عقب فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
وكذلك فإن ما تشهده مدينة الحديدة، حاليا، من استعدادات حوثية لتنفيذ اعتداءات تهدد الملاحة الدولية، ضمن ردود طهران على مصرع سليماني، وما تشهده بالتزامن الحجرية غرب تعز من استعدادات إخوانية مماثلة صوب الساحل الغربي المحرر يبرهن على العلاقة الإستراتيجية بين الطرفين.
ويذهب البعض للتأكيد على أن تحركات الإصلاح الحالية ليست مجرد تحول طارئ أو أنه مبني على أهداف تكتيكية بقدر ما هي أهداف إستراتيجية ضمن أجندة تركية - إيرانية وبدعم قطري يستلزم الدعم اللوجستي المتبادل بين إخوان الشرعية وبين المليشيات الحوثية.