في ذكرى التسامح.. الجنوب يفتح ذراعية للسلام ومستعد للحرب
يحتفل السواد الأعظم من الجنوبيين بيوم 13 يناير من كل عام على إنه يوم للتصالح والتسامح، بالرغم من كونه يحمل ذكرى أليمة دفع الجنوب فيها ثمناً باهظاً لأخطاء ودسائس ليست كل أسبابها داخلية لكن الجنوبيين تعلموا أن الضغينة والكراهية لا تؤديان إلا إلى المزيد من الضغائن والكراهية.
وفي هذا العام يبدو الوضع مختلفاً في الجنوب بعد أن جنح المجلس الانتقالي للسلم من خلال اتفاق الرياض، وأثبت أبناء الجنوب أنهم يفتحون أذرعهم للسلام، ولكن في المقابل فإن البطولات التي حققوها في مواجهة الاحتلال الإخواني والحوثي منذ العام 2015 وحتى برهن أيضاً على أنهم مستعدون للحرب إذا فُرضت عليهم في الوقت ذاته.
قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، اليوم الاثنين، إن الثالث عشر من يناير، يوماً من التاريخ، حيث اجتمعنا فيه قبل 14 عاماً، حين طوينا ماضٍ من المآسي وابتدينا مرحلة من التكاتف والتعاون والفداء، في مثل هذا اليوم انطلقنا في مسيرة التصالح والتسامح الجنوبي.
وأضاف، خلال كلمته، في افتتاح الدورة الثالثة للجمعية الوطنية، أن: "الانطلاقة التي صنعت ثورة سلمية غير مسبوقة، تلتها مرحلة جديدة من الكفاح المسلح الذي أخذنا فيه حريتنا واستعدنا به كرامتنا وحقنا"، متعهدا باستمرار الكفاح حتى استعادة دولتنا كاملة السيادة.
وشدد على أن المسؤولية الوطنية تحتم على أعضاء الجمعية الوطنية، كممثلين لصوت الشعب وتطلعاته الاستمرار في التعبير عن إرادته، موضحا أن المهمة ليست عادية، إنما هي مهمة استعادة وطن، ورد الحق لأهله، واستعادة القيم النبيلة.
وأردف بأن: "الإرهاب لا يزال هو الخطر الأبرز الذي نواجهه"، لافتا إلى أن الإرهاب، لم يتوقف على مصدر وحيد للخطر، بل على عدة مصادر جعلت من الإرهاب أداة سياسية فاعلة، بيد خصومنا وأعداء قضيتنا وشعبنا وتطلعاتنا، وتعهد بمحاربة الإرهاب، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يتوانى عن مكافحته ومحاربته أبداً وفي كل الظروف والأحوال.
وعن كواليس مفاوضات اتفاق الرياض، قال إننا: "استجبنا لدعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذهبنا إلى مدينة جدة، ثم انتقلنا إلى عاصمة العزم والحزم، وفاوضنا من أجل السلام، تحدثنا بصوت الشعب، وتكلمنا بإسم تطلعات الجنوب وأهله، أكدنا اننا نتفهم ضرورة صناعة مرحلة سلام، وبنفس الوقت شددنا على ان السلام لا يجب ان ينتقص من حقنا شيئاً".
ونوه بأن اتفاق الرياض، كشف زيف كثير من المواقف والتوصيفات بحق الجنوب ومجلسه، متابعا: "عدنا ببنود مشرفة، أثبتنا من خلالها قدرتنا على صناعة السلام، وجدّيتنا في حماية أمن المنطقة وبناء مستقبلها الآمن"، ووصف اتفاق الرياض بأنه كان تحدياً حقيقياً، مؤكدا أنه لا يقل أهمية عن المعارك التي خاضها شعب الجنوب في ميادين الحرب والصدام.
فيما شدد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء أحمد بن بريك على تماسك الجنوب، إيمانا بالقضية الجنوبية، وتطلعا لتحقيق النصر وفك الارتباط.
وقال، في افتتاح الدورة الثالثة للجمعية الوطنية، بمناسبة ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي، إن أهمية الدورة الثالثة تنبع من إنجاز المجلس الانتقالي الجنوبي، لصالح القضية الجنوبية بتوقيع اتفاق الرياض مع حكومة الشرعية.
ولفت إلى تضحيات شعب الجنوب، قائلا: "قدم قوافل من الشهداء من أجل استعادة الدولة وفك الارتباط"، وشدد على إلى مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد الجهود نحو مليشيا الحوثي وقوى الإرهاب باعتبارهما العدو الأساسي.
وأشار إلى معاناة شعب الجنوب مما وصفه بأنه حرب قطع الرواتب والخدمات وعدم إصدار جوازات سفر الجرحى، بهدف إفشال إتفاق الرياض، ودعا أعضاء الجمعية الوطنية، إلى دراسة المعوقات أمام اتفاق الرياض، لإيجاد آلية لتجاوزها، خلال ثلاثة أيام، هي زمن انعقاد الدورة.