أمن الجنوب.. خطة مُحكمة على طريق استعادة الدولة
يعتبر "حفظ الأمن" أحد أهم بنود الاستراتيجية الجنوبية التي توليها القيادة السياسية اهتمامًا هائلًا، ضمن الخطوات الرئيسية التي يتم اتخاذها من أجل استعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها.
الأجهزة الأمنية في عدن واصلت حملتها الأمنية لضبط المركبات المخالفة والدراجات النارية في العاصمة عدن، وفقًا لتوجيهات من قائد قوات الحزام الأمني العميد وضاح عمر عبدالعزيز وبإشراف مباشر من نائبه عمار السرحي.
ونُفِّذت حملة أمنية واسعة لضبط المركبات المخالفة والدراجات النارية بمديرية الشعب، وذلك استمرارًا للحملة الأمنية المشتركة التي تنفذها قوات الحزام الأمني وقوات الدعم والاسناد لضبط المركبات المخالفة والدراجات النارية.
وكانت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن وقيادة التحالف العربي، قد قررت في ديسمبر الماضي، منع استخدام الدراجات النارية غير المرخصة، ومصادرة قطع السلاح غير القانونية.
وصدرت توجيهات من قيادات التحالف في العاصمة عدن، بمصادرة الدراجات النارية والمركبات والأسلحة غير المرخصة، وذلك بعد عمليات الاغتيال الأخيرة لقيادات أمنية رفيعة وجنود، واستخدام درجات نارية وأسلحة غير مرخصة.
كما بدأت الأجهزة الأمنية بعدن، في نهاية ديسمبر، حملة موسعة لضبط السيارات التالفة وغير المرقمة في مديرية صيرة، وقد حظيت بتفاعل كبير من المواطنين.
تحمل مثل هذه الخطوات أهمية كبيرة فيما يتعلق بضبط الأوضاع الأمنية في العاصمة عدن، التي تُستهدف ليل نهار من قِبل المليشيات الإخوانية التي تحاول بشتى الطرق زعزعة والأمن والاستقرار بها، ضمن محاولاتها الرامية إلى إفشال مسار اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.
واستعر الإرهاب الإخواني ضد الجنوب بعد التوقيع على اتفاق الرياض، ويرجع ذلك إلى أنّ الاتفاق يُمثّل خسارة سياسية وعسكرية كبيرة لحزب الإصلاح، الذي نخر كسرطان خبيث في عظام هيكل الشرعية، المتآكل أصلًا، وتسبّب في إطالة أمد الحرب إلى وضعها الراهن، بعدما ارتمى في أحضان المليشيات الحوثية وسلّمها مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى.
وفيما لم يكن متوقعًا أن يرفع "الإصلاح" راية الاستسلام بسهولة، فقد أدركت القيادة السياسية الجنوبية ذلك مبكرًا، وأعدّت خططًا أمنية ولوجستية من أجل التصدي لعديد المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب من قِبل المليشيات الإخوانية.
سياسيًّا وعسكريًّا، تظل القيادة الجنوبية مسؤولة عن حماية الجنوب من هذه المؤامرات، وذلك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الرادعة التي تُظهر "العين الحمراء"، أمام كل من تسوِّل له نفسه محاولة التفكير في استهداف الجنوب وترويع أهله وشعبه والنيل من أرضه.