المختطفون في سجون الحوثي.. معلومات صادمة عن التعذيب المروِّع
على مدار سنوات الحرب العبثية، أنشأت المليشيات الحوثية عديدًا من السجون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي أصبحت "مقاصل" يذوق فيها المختطفون أبشع صنوف التعذيب والتنكيل.
ففي جريمة حوثية جديدة، تعرَّض ثلاثة مختطفين للتعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي، في محافظات الحديدة وذمار وصنعاء.
مصادر حقوقية كشفت أنّ الساعات الماضية شهدت التحقيق مع المختطفين الثلاثة، في النيابة الجزائية المتخصصة، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء، وهم ربيع جيلان يحيى ذيبين وإبراهيم أحمد سالم ساجد من محافظة الحديدة، وماجد أحمد ثابت الموشكي من محافظة صنعاء.
واحتجز "ربيع وإبراهيم" في سجن الأمن السياسي في مدينة الحديدة، ومن ثم نقلا إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء، وظلا مخفيين قسرًا وممنوعين من الزيارة أو الاتصال قرابة تسعة أشهر، تعرضا خلالها لصنوف من التعذيب الجسدي والمعنوي.
وكشفت المصادر عن آثار تعذيب شوهدت على أجسامهم في اليدين والركبتين وفي البطن، فيما غالبية آثار التعذيب لم تعد موجودة نظرًا لطول فترة الاعتقال وعدم إحالتهم للنيابة إلا بعد زوالها وقد تم إثبات بعضها في محضر التحقيق.
ومن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعتقلون، التعذيب بالكهرباء، والتعليق من اليدين والقدمين وهي مقيدة إلى الخلف، والضرب بالأيدي والأرجل وبكيبل كهرباء في الصدر وفي الخصيتين.
ونقلت المصادر عن المختطف "ربيع" قوله إنّه تعرض للتعذيب طوال شهرين ولا يزال يعني من آلام في خصيتيه وصدره.
ووجّهت المليشيات الحوثية اتهامات للمختطفين تتمثّل فيما أسمتها "إعانة العدوان واستهداف الجيش واللجان الشعبية"، وهو ما أنكره المختطفون.
وأوضحت المصادر أنَّ المختطف "ماجد الموشكي"، اعتقل في يناير 2017، بذمار وظل ثمانية أشهر ممنوعًا من الزيارة، وقد كشف هذا المعتقل أنّه تعرض أثناء اعتقاله للتعذيب عبر تعليقه إلى سقف السجن والضرب والإساءة بكلام غير لائق.
ونقلت المصادر على لسان المختطف قولع إنّه كان جنديًّا في السابق ومُدرب حركة نظامية ولم يشارك في أي أعمال قتالية وبعد سماعه لقرار العفو من صنعاء عاد إلى مدينته ذمار لكنهم تركوه ستة أشهر من بعد عودته ثم اعتقلوه.
تكشف كل هذه المعلومات مدى وحشية المليشيات الحوثية والتعذيب المروِّع الذي تمارسه ضد المختطفين والمعتقلين في سجونها، ضمن سياساتها الرامية إلى ترهيب السكان وضمن ولائهم بفعل قوتها الغاشمة.
وتُمثِّل سجون المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمثابة "مقاصل" يذوق فيها المعتقلون والمختطفون الموت في كل ثانية تمر عليهم داخل هذه الأوكار سيئة السُمعة.
وأظهرت إحصاءات حديثة ارتكبت المليشيات الحوثية خلال عام 2019 فقط، 12 ألفًا و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وبلغت حالات الاختطاف عشرة آلاف و99 حالة بينهم سياسيون وعسكريون وطلاب ونشطاء، منهم 52 إمراة وسبعة أجانب، وعدد المخفين قسرًا 2537 حالة بينهم 231 امرأة و158 طفلًا.
وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.
ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.
وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.
ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.