الانتقالي والصمود الأسطوري.. قيادةٌ تهزم أعداء الوطن
على الرغم من عديد التحديات التي تحاصر الجنوب من كل اتجاه، فإنّ القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، وقف عند حسن الظن بها بعدما تصدَّى لكل المؤامرات وسطّر صمودًا بطوليًّا في مواجهتها.
الجنوب يواجه سيلًا من الأعداء، أهمها المليشيات الحوثية وشقيقتها الإخوانية، وهما عدوّان تكالبا على الجنوب وعملا على استهدافه ليل نهار، من أجل النيل من أمنه واستقراره ومصادرة مقدراته.
وفيما تضاخم حجم التحديات ضد الجنوب في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض بعدما استعرت هجمات هذه المليشيات الإرهابية ضد الجنوب، إلا أنّ القيادة السياسية تصدّت ببطولات خالدة لكل هذه المؤامرات، على مختلف الأصعدة.
وتحمل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، كثيرًا من العداء للجنوب، وتحاول بشتى السبل السيطرة على أراضيه، بعدما عملت على تجميد الجبهات في مواجهة المليشيات الحوثية بمناطق الشمال.
ويقود هذا المخطط، الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يملك نفوذًا واسعًا في "الشرعية" ويتحرك بتعليمات من قطر وتركيا، إضافةً إلى علاقاته النافذة مع تنظيمات إرهابية متطرفة مثل داعش والقاعدة.
يتفق مع ذلك الكاتب الصحفي وضاح بن عطية، الذي وصف صمود المجلس الانتقالي الجنوبي بـ"الأسطوري".
وقال بن عطية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "صمود الانتقالي أسطوري.. قطر وتركيا وتنظيمات دولية تدعم.. علي محسن والإصلاح يدعمون.. حكومة بن دغر اعتمدت ملايين شهريًا.. الميسري يصرف سيارات وأموال ووظائف.. العيسي وجلال هادي والبكري يوزعون مناصب وأموال.. الوزراء والضرائب والجمارك تحت خدمتهم".
وأضاف: "صندوق إغاثة لهم.. ميزانية دولة ومبيعات نفط معهم.. ميزانية وزارة دفاع وبنك مركزي.. معهم ألوية بالعشرات حرس رئاسي وغيره.. تجار وقوى نفوذ لدولة عميقة معهم.. تعاون وتواصل مع صواريخ الحوثي.. دعم دولي ومعلونات بيدهم.. معهم القاعدة وداعش.. سخروا كل ذلك لإسقاط الانتقالي فسقطوا وبقي الانتقالي".
برهنت القيادة السياسية الجنوبية على حنكتها الاستراتيجية، في تعاملها "الصبور" مع الاختراقات التي تشنها المليشيات الإخوانية ضد بنود اتفاق الرياض.
الاتفاق تعرَّض لعديد الخروقات والاتفاقات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، في وقتٍ تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاحه، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما حرّف حزب الإصلاح مسار هذه البوصلة على مدى السنوات الماضية.
الجنوب أكّد تمسُّكه بتنفيذ الاتفاق، وقد صدر ذلك على لسان رأس القيادة الجنوبية، وهو الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، الذي قال إنّ دولة الجنوب القادمة ستكون دولة نظام وقانون وعدالة، مؤكدًا أنّه لن يكون فيها موطئ قدم للفاسدين والإرهابيين.
وكانت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، قد حظيت إشادة بريطانية بسبب التزام المجلس الكامل ببنود اتفاق الرياض المُوقَّع في الخامس من نوفمبر الماضي.
الإشادة البريطانية جاءت على لسان سفير لندن لدى اليمن مايكل آرون، خلال لقائه الأسبوع الماضي، مع الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض، حيث قال إنّ بلاده تدعم جهود المملكة العربية السعودية في تنفيذ مضامين اتفاق الرياض، مشيرًا إلى أنّ تنفيذ الاتفاق يعد أمر بالغ الأهمية للوصول إلى مفاوضات العملية السياسية الشاملة.
وأشاد آرون خلال اللقاء، بدور المجلس الانتقالي الجنوبي البنّاء في إحلال السلام، وفي استتباب الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، ودوره الإيجابي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومساعيه الجبارة باعتباره طرفًا رئيسيًّا في أي عملية سياسية سلمية قادمة.