إزالة ألغام المخاء.. حياة آمنة رسخّتها السعودية
مثَّلت زراعة الألغام أحد أبشع صنوف الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية والتي كبَّدت المدنيين آثارًا فادحة وأسالت كثيرًا من دماء الأبرياء.
في مقابل ذلك، بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا مكثفة من أجل اسئتصال هذا الخطر، من خلال العمل على نزع وتفكيك هذه الألغام وتوفير فرص حياة آمنة لكثيرٍ من السكان للقضاء على هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" أعاد السكان المحليين إلى مناطقهم في منطقة جبل النار التابعة لمديرية المخاء بعد تأمين مزارعهم ومساكنهم وممرات طرقهم، ومدارسهم من آلاف الألغام والعبوات الناسفة.
وقال مصدر مسؤول بـ"مسام" إنّ منطقة جبل النار هي منطقة سكنية وزراعية قامت مليشيا الحوثي بزراعتها بكميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، ما تسبَّب في سقوط عددٍ من الضحايا في صفوف المدنيين جلهم من النساء والأطفال.
أضاف أنّ فريق المشروع يعمل حاليًّا على تطهير حقل ألغام تتجاوز مساحته 17 ألف متر مربع، موضحًا أنّ الفريق تمكَّن من تأمين 70% من المساحة الإجمالية للحقل، وأنّه مازال العمل مستمرًا حتى يتم تأمين المنطقة بشكل كامل.
هذه الجهود الإنسانية السعودية تمثل مواجهة حقيقية ومباشرة لخطرٍ حوثي فتاك زرعته المليشيات تمثَّل في زراعة الألغام التي حصدت أرواح كثيرٍ من السكان، وخلَّفت وراءها مآسي شديدة البشاعة.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
في المقابل، تبذل المملكة العربية السعودية، عبر مشروع "مسام" كثيرًا من الجهود للقضاء على هذا الخطر الحوثي الكبير، وعلى مدار الأيام الـ14 التي مرّت من شهر يناير الجاري فقد تمكّن البرنامج من تفكيك 2855 لغمًا، فيما تبلغ الحصيلة الإجمالية لجهود الأعوام الماضية أكثر من 100 ألف لغم تم تفكيكها.