رشاوى الشرعية من المليشيات الحوثية.. أزمة الإنترنت تفضح الجُرم الكبير
فيما يمر اليمن بانقطاع متواصل لشبكة الإنترنت، في أزمة يمكن اعتبارها الأكبر عالميًّا، فإنّ مسؤولية هذا الوضع تتقاسمها المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
أزمة انقطاع الإنترنت فضحت حجم التقارب المروِّع بين الحوثيين حكومة الشرعية التي تدعي العمل على محاربة المليشيات، بعدما حصل مسؤولون بارزون في "الشرعية" على رشاوى من الحوثيين من أجل تفاقم هذه الأزمة.
مصدر في مؤسسة الاتصالات بصنعاء أبلغ "المشهد العربي" أنّ سبب مشكلة الإنترنت هو إلغاء الإدارة الحوثية الاشتراكات في شركات عالمية والاعتماد على شركة جي سي إكس الأمريكية المالكة لكابل فالكون.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة عن تراجع حكومة الشرعية عن نقل مركز شركة تليمن من صنعاء إلى العاصمة عدن مقابل رشاوى حصل عليها بعض المسؤولين في "الشرعية".
وقالت المصادر إنّ الحوثيين أبرموا تفاهمات مع حكومة الشرعية, لتراجع الأخيرة عن قرار نقل شركة "تيليمن للاتصالات الدولية" من صنعاء إلى العاصمة عدن.
وأوضحت أنَّ مسؤولي الشركة الحوثيين في صنعاء أجروا اتصالات مع مسؤولين في حكومة الشرعية، وتمكَّنوا من الوصول إلى تفاهمات تبقي على الشركة في صنعاء مقابل حصول عدد من المسؤولين في حكومة الشرعية ومؤسسة الرئاسة على رشاوى وامتيازات شهرية من الشركة.
وكان وزير الاتصالات في حكومة الشرعية لطفي باشريف قد أصدر قرارًا بنقل المركز الرئيس لشركة تيليمن إلى العاصمة عدن مطلع العام الحالي 2019، غير أن الحكومة تراجعت عن قرارها بعد الوصول إلى تفاهمات والحصول على رشاوى حوثية.
وتعد شركة تيليمن المتحكم بالصفر الدولي لليمن ومزود الاتصالات الدولية والإنترنت لجميع شركات الاتصالات في اليمن وتدر مبالغ مالية كبيرة على مليشيا الحوثي.
العلاقات بين الحوثيين والشرعية كبيرة ومتصاعدة، ويمكن النظر إليها بأنّها طعنة غادرة وجَّهتها الحكومة للتحالف العربي على الرغم من دعمه الهائل لهذه الحكومة على الأصعدة السياسية أو العسكرية أو حتى المالية.
وفي الأيام الأخيرة، أصبح تبادل الأسرى عنوانًا للعلاقات الآخذة في التصاعد بين المليشيات الإخوانية والحوثية، في محاولة من قِبل هذين الفصيلين الإرهابيين لضمان نفوذهما عبر تحالفهما ذي السُمعة السيئة.
ومؤخرًا، تخلَّت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية عن "السرية" التي حاولت فرضها في علاقاتها مع المليشيات الحوثية، وأصبحت لا تخشى إخفاءها بعدما افتضح أمر هذه العلاقات المشبوهة، التي تنسقها دولة قطر من أجل استهداف التحالف العربي.
التكثيف النوعي في العلاقات الآخذة في التصاعد بين المليشيات الحوثية والإخوانية، يأتي في إطار تحرُّكاتهما التي تستهدف محاولة ضمان نفوذ لهما في المستقبل القريب، لا سيّما في أعقاب اتفاق الرياض.
ويهدف اتفاق الرياض في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، بعدما شوَّه حزب الإصلاح مسار هذه الحرب خلال السنوات الماضية، بل وارتمى في أحضان المليشيات، وسلَّمها مواقع استراتيجية وعمل على تجميد جبهات أخرى.
في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق يهدف إلى ضبط معسكر "الشرعية"، بعدما نخر السرطان الإخواني الحبيث في هذا المسعكر، وتسبَّب في تشويهه بشكل كبير.
ولأنّ بقاء ونهاية الحوثي والإصلاح مرتبط ببعضهما البعض، فلم يكن غريبًا أن تقدم المليشيات الحوثية والإخوانية على تكثيف التقارب بينهما، وحتى وإن تحوَّل ذلك إلى العلن، من أجل يحفظ كلٌ منهما على مصالحه ونفوذه التي تتحقق فقط بإطالة أمد الحرب واستمرارها بوضعها الراهن.