الإشادة الأممية بالمجلس الانتقالي.. حرفية وديناميكية قهرت التحديات
يومًا بعد يوم، تحظى القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، بإشادة من أطراف دولية، تثني على الاستراتيجية الحكيمة التي يسير بها الجنوب في مواجهة التحديات المختلفة.
الإشادة الدولية صدرت على لسان مروان عزت العلي مستشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي عبَّر عن ارتياحه للدور الذي يقوم به المجلس الانتقالي في التعاطي مع الملفات السياسية الهامة وفي تعامله معها بمسئولية وموضوعية.
وأكد العلي خلال لقائه مع الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس أحمد حامد لملس، أنَّ المجلس الانتقالي أجاد التعامل مع المتغيرات والمستجدات بحرفية وديناميكية تجعل منه طرفًا أساسيًّا في معادلة صناعة السلام وطرفًا فاعلًايسهم في مساعدة الجهود الأممية لبلورة الرؤية المتكاملة للتسوية الشاملة في اليمن التي من شأنها أن تؤسس لاستقرار وسلام دائم.
وأضاف أنَّ الأمم المتحدة ومن خلال مبعوثها الدولي لليمن تنظر إلى اتفاق الرياض بأهمية بالغة حيث أن نجاحه سيسهم في التمهيد والتسريع في الدخول في عملية السلام والحل الشامل، مُشدِّدًا على أهمية تنفيذه وتطبيقه حتى يستنى للأمم المتحدة البناء عليه في جهودها المقبلة.
من جانبه، قال لملس إنّ هناك غيابًا للمصداقية لدى جزء من حكومة الشرعية في تنفيذ اتفاق الرياض وبخاصةً تلك المنظومة الحزبية التي تحاول إعاقة تنفيذ الاتفاق، موضّحًا أنّ المجلس لمس جدية واضحة لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية في تطبيق الاتفاق وذلك من خلال عدد من الإجراءات المتصلة بمهام اللجان المكلفة بمتابعة عملية الانسحابات والترتيبات العسكرية وقد بدأت هذه اللجان في عملية النزول للمواقع العسكرية بمحافظة أبين وستستكمل مهامها في محافظة شبوة.
وأضاف أنّ هناك إجراءات من المنتظر أن يتم البت فيها خلال الأيام القليلة الماضية ومن بينها تعيين محافظ للعاصمة عدن ومدير الأمن وستتبع هذه الخطوات خطوات أخرى متصلة بمحافظات الجنوب علاوة على تشكيل حكومة جديدة من الكفاءات مناصفة بين الشمال والجنوب.
الإشادة الأممية بجهود الانتقالي جاءت بعد أيامٍ من إشادة أخرى صدرت على لسان السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، خلال لقائه مع الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الخميس الملضي، في العاصمة السعودية الرياض.
وأشاد آرون خلال اللقاء، بدور المجلس الانتقالي الجنوبي البنّاء في إحلال السلام، وفي استتباب الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، ودوره الإيجابي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومساعيه الجبارة باعتباره طرفًا رئيسيًّا في أي عملية سياسية سلمية قادمة.
وقال السفير البريطاني إنّ بلاده تدعم جهود المملكة العربية السعودية في تنفيذ مضامين اتفاق الرياض، مشيرًا إلى أنّ تنفيذ الاتفاق يعد أمر بالغ الأهمية للوصول إلى مفاوضات العملية السياسية الشاملة.
وقد برهنت القيادة السياسية الجنوبية على حنكتها الاستراتيجية، في تعاملها "الصبور" مع الاختراقات التي تشنها المليشيات الإخوانية ضد بنود اتفاق الرياض.
الاتفاق تعرَّض لعديد الخروقات والاتفاقات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، في وقتٍ تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاحه، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما حرّف حزب الإصلاح مسار هذه البوصلة على مدى السنوات الماضية.
الجنوب أكّد تمسُّكه بتنفيذ الاتفاق، وقد صدر ذلك على لسان رأس القيادة الجنوبية، وهو الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، الذي قال إنّ دولة الجنوب القادمة ستكون دولة نظام وقانون وعدالة، مؤكدًا أنّه لن يكون فيها موطئ قدم للفاسدين والإرهابيين.
الرئيس الزُبيدي أعرب عن تمسُّك المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ اتفاق الرياض وضمان الشراكة في إدارة الدولة، مؤكدًا أنّ المجلس لم ولن يصمت أبدًا على انتهاكات وخروقات الطرف الآخر وسينتظر انتهاء المهلة الزمنية لاتفاق الرياض ليقول كلمته.
التزام الجنوب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض يندرج في إطار جهود الجنوب إلى جانب التحالف العربي فيما يتعلق بالحرب على الحوثيين، وهي معركة يقف فيها الجنوب إلى جانب التحالف في مواجهة المشروع الإيراني.
في الوقت نفسه، فإنَّ الجرائم والانتهاكات الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الجنوب لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وهو ما أكَّد عليه الرئيس الزُبيدي بأنّ الجنوب سيبقى ملتزمًا ببنود الاتفاق، فيما سيكون الرد على الجرائم الإخوانية عقب انتهاء المهلة التي ينص عليها الاتفاق.