تفاقم انتهاكات المليشيات.. قتلٌ حوثي مسكوت عنه

الجمعة 17 يناير 2020 22:26:14
testus -US
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، أجاد هذا الفصيل الإرهابي صناعة الأزمات الحياتية التي تتسبَّب في تكبيد المدنيين كثيرًا من الأعباء.
وشهدت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تفاقمًا في الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات، وهي جرائم يدفع السكان ثمنًا فادحًا من جرائها، دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة من قِبل المجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم.
ففي جريمة حوثية جديدة، أصابت المليشيات ستة أطفال بجروح متفاوتة، بينهم اثنان إصاباتهما خطرة؛ في انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون، في منطقة الصُفي التابعة لمديرية الوزاعية غربي محافظة تعز.
وقالت مصادر محلية إنَّ الأطفال أصيبوا بانفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي أمام منازل السكان في قرية الصُفي، قبل تحرير المنطقة.
وأضافت المصدر أنّ الأطفال كانوا يلعبون أمام أحد المنازل عند انفجار اللغم بهم، وتم إسعافهم إلى المستشفى الميداني بالمخا؛ لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج.
وعلى مدار سنوات الحرب، ارتكب الحوثيون كثيرًا من جرائم الحرب التي وثَّقتها التقارير الدولية، وهو ما أدّى إلى صناعة مآسٍ إنسانية شديدة البشاعة.
وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.
كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).
في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.
وعلى الرغم من فداحة الجرائم الحوثية وتسبُّبها في كل هذه المآسي والتي وثّقتها  التقارير الدولية، إلا أنّ الأمر ظل مكتفيًّا على حد إصدار بيانات دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة توقف هذا الفصيل عند حده.