الحوثيون وسرقة المساعدات.. جريمة المليشيات الأبشع
تمثّل سرقة المساعدات أحد أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، والتي أحدثت حالة إنسانية شديدة البشاعة.
ودقَّت الأمم المتحدة جرس إنذار جديدًا حول الكارثة الناجمة عن سرقة المساعدات، وقد تحدَّث عن ذلك مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " أوتشا" راميش راجاسينجهام خلال جلسة مجلس الأمن لبحث الأوضاع في اليمن.
راجاسينجهام قال إنّ الوضع في اليمن أقل خطورة على المدنيين بالمقارنة مع الوضع ما قبل اتفاق ستوكهولم، لكنّه أوضح أنَّ القيود على وصول المساعدات الإنسانية تؤثر على 6,7 مليون شخص محتاج، مشددًا على أنَّ هذا الرقم لم يكن أبدا مرتفعًا بهذا القدر.
وحذَّر المسؤول الأممي من تعرُّض الكثير من الموظفين الأممين للمضايقات والتهديد، مؤكّدًا أنّ البعض الآخر محتجز تعسفيًا أو غير قادر على الحركة بحرية، وأحيانًا لفترات طويلة.
وكثيرًا ما تمّ الكشف عن جرائم حوثية تمثَّلت في سرقة المساعدات أو عرقلة توزيعها، وهي جرائم استهدفت صناعة أزمات إنسانية فادحة بغية إطالة أمد الحرب إلى أقصى حد ممكن.
وتواصل مليشيا الحوثي ممارسة سياسة ممنهجة لنهب المساعدات الإغاثية والدوائية في مناطق سيطرتها من أجل تجويع السكان.
ومؤخرًا، كشف مصدر مسؤول بمجال الإغاثة أنّ انتهاكات الحوثيين بحق المساعدات مستمرة حتى اللحظة بدءًا من عرقلة وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات النفطية، وصولًا إلى قصف مطاحن الغذاء في الحديدة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وأضاف أنَّ مليشيا الحوثي تستغل الورقة الإنسانية لتحقيق أجندتها واستعطاف المجتمع الدولي، ونوه بأنَّ المليشيات تقصف بشكل مباشر مخازن القمح بصوامع الغلال في الحديدة، بهدف حرق وإتلاف أكثر من 51 ألف طن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
وكانت المليشيات الحوثية قد أتلفت مؤخرًا، سبعة أطنان من الأدوية التابعة لإحدي المنظمات الدولية بعد تعرضها للتلف بسبب رفض الملشيات لفريق عمل المنظمة توزيعها لمدة ثمانية أشهر.
وتعرّضت منظمة العمل لمكافحة الجوع تعرضت لسلسلة من التعسفات الحوثية، حيث مُنعت في الفترات الماضية من توزيع أدوية ومواد غذائية، ما سبّب تلف جزء كبير من المساعدات التي تقدمها للمواطنين في محافظة الحديدة الساحلية.
في مدينة الحديدة، كشفت مصادر أنَّ المليشيات الحوثية اقتحمت أحد مخازن المنظمة وأتلفت كميات كبيرة منها 48 صنفًا من الأدوية للأمراض المزمنة، وكميات أخرى من السوائل الوريدية والفيتامينات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه على مدار الأشهر العشرة الماضية، تعرَّضت العشرات من المنظمات الدولية لممارسات تعسفية من الحوثيين؛ بهدف ابتزاز هذه المنظمات، مما أدى ببعضها إلى تعليق أنشطتها في الجانب الإنساني، قبل أن تستأنف العمل من جديد.