غسان سلامة: ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية في شؤونها

السبت 18 يناير 2020 20:22:18
testus -US

قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة في مقابلة مع وكالة فرانس برس، اليوم السبت، من برلين، إن أحد أبرز أهداف المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ينعقد في برلين، غدا الأحد، هو وقف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، داعيا أيضا إلى عدم استخدام النفط ”كأداة حرب“.
جاء ذلك عشية انعقاد مؤتمر تشارك فيه دول عدة، بينها روسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى أطراف النزاع الليبي؛ وذلك بهدف التوصل إلى موقف دولي موحد يهدف إلى وقف النزاع في ليبيا.
وقال سلامة: ”كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على المدى القصير“، في إشارة خصوصا إلى وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في ليبيا، الأحد الماضي، بمبادرة قامت بها موسكو وأنقرة. وأضاف: ”لكن ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية. إنه أحد أهداف مؤتمر برلين“، معتبرا أن تدخل القوى الخارجية ”يعمق الانقسامات بين الليبيين“.
وتابع سلامة أن مؤتمر برلين الذي يفترض أن يبدأ عند الساعة 14:00، الأحد، بتوقيت برلين، سيخرج بحزمة بيانات ختامية تتناول فضلا عن دعم وقف إطلاق النار، دعما لمؤتمر داخلي ليبي يفترض عقده في جنيف نهاية الشهر.
شكوك
وعبّر سلامة عن ”سعادته“ إزاء الهدنة القائمة في طرابلس، مشددا على ”وجوب صمودها“ من أجل ”الليبيين“. وأمل في هذا السياق أن يشكل مؤتمر برلين فرصة لتحويلها إلى ”وقف“ تام وكامل ”للأعمال العدائية“.
ودعي رئيس حكومة ”الوفاق“ فايز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، إلى موسكو، الإثنين؛ للتوقيع رسميا على اتفاق وقف لإطلاق النار. لكن حفتر غادر موسكو من دون التوقيع.
ودعي الرجلان إلى مؤتمر برلين، لكن سلامة استبعد أن يتمكنا من التوصل إلى اتفاق خلال المؤتمر.
وقال في هذا الإطار: ”اعتبر أصدقاؤنا الألمان أن حضورهما سيكون إيجابيا. لا مانع في ذلك، لكن يبقى هذا أساسا مؤتمرا دوليا لخلق توافق دولي يغطي ويحمي ما يجب على الليبيين أن يتفقوا عليه في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية“.
واستطرد قائلا: ”لست متشائما لأقول إن مؤتمر برلين لن يفيد بشيء، لكنني لا أعتقد أنه سيشكّل نهاية للانقسامات الدولية“، و“لو تمكنا من خفض الانقسامات والحد منها، خصوصا الانقسامات الإقليمية التي رأيناها مؤخرا، سيكون ذلك جيدا“.
وقال سلامة، إن مؤتمر برلين يفترض أن يخرج بـ“إعلان بين رؤساء الدول يفترض أن يتحوّل إلى قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة، ويحدد السبل التي يجب اتباعها في ميادين مختلفة“.
حظر الأسلحة
وأشار إلى أن الميدان الأول هو ”تدعيم وقف إطلاق النار، لأن ما لدينا اليوم هي مجرّد هدنة نريد تحويلها إلى وقف فعلي لإطلاق النار، مع رقابة وفصل (بين طرفي النزاع) وإعادة نشر للأسلحة الثقيلة“ خارج المناطق المدنية.
وأكد أن الهدف الثاني من المؤتمر هو تشديد ”الالتزام بتنفيذ حظر الأسلحة“ المفروض على ليبيا منذ 2011، والذي لم ينفذ إلى حدّ كبير.
ويطال البند الثالث، ”الوضع الأمني، خصوصا في العاصمة، ومستقبل الجماعات المسلحة في طرابلس وخارج طرابلس“.
وفضلا عن البحث في تدابير اجتماعية واقتصادية طارئة في البلاد، على المشاركين أن يعلنوا أيضا دعم إعادة إطلاق العملية السياسية في ليبيا عبر مؤتمر جنيف.
وقال سلامة، إن المؤتمر الليبي الداخلي يفترض أن يضم 13 ممثلا عن البرلمان الليبي و13 عن مجلس الدولة الذي يتولى السلطة في طرابلس، إضافة إلى 13 أو 14 شخصا تسميهم الأمم المتحدة من مكونات المجتمع الليبي، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر قد يعقد في نهاية الشهر إذا تمت تسمية المشاركين خلال اليومين المقبلين.
وشهد، اليوم السبت، تطورا جديدا، تمثل بإعلان المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، في بيان، ”حالة القوة القاهرة“، بعد إيقاف صادرات النفط من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة بشرق البلاد، من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وكانت أطراف ليبية عدة دعت الجيش الوطني إلى إغلاق موانىء النفط؛ ”لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بعوائد النفط“، في إشارة إلى مقاتلين أتراك، أعلنت أنقرة إرسالهم لدعم القوات الموالية لحكومة فايز السراج.