السراج يتهرب من اجتماع دول الجوار الليبي بالجزائر

الخميس 23 يناير 2020 01:52:47
testus -US

كشفت وسائل إعلام جزائرية أن فايز السراج، رئيس ما يعرف بـ"حكومة الوفاق الوطني" الليبية، قرر مقاطعة اجتماع دول الجوار الليبي الذي سيعقد، الخميس، بالجزائر العاصمة.
وذكرت قناة "النهار" الجزائرية أن السراج "رفض المشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي"، وبرر قراره بدعوة الجزائر لوزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج.
ولم يتأكد حتى الآن مشاركة وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج الذي زار الجزائر الأسبوع الماضي على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزير الداخلية وقيادات عسكرية في الجيش الوطني الليبي.
ورأى مراقبون أن موقف السراج المقاطع لاجتماع دول الجوار الليبي مؤشر وتأكيد جديد على أنه "ليس إلا رهينة للأطماع والأجندة التركية في ليبيا والمنطقة، وأنه لا يملك القدرة على اتخاذ أي قرار يخص الشأن الليبي إلا بضوء أخضر من أنقرة".
ويعد هذا الموقف أيضا، وفق متابعين، تأكيدا على مخاوف ما يعرف بـ"حكومة الوفاق" ومن يقف وراءها - وتحديدا النظام التركي - من عودة ملف الأزمة الليبية إلى دول الجوار الرافضة للتدخل الأجنبي في ليبيا.
وتتفق جميع دول الجوار الليبي على رفض التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا والمنطقة، وانتقلت مواقفها من التصريحات إلى اللقاءات الإقليمية، خاصة بعد تحرك الآلتين الدبلوماسية الجزائرية والمصرية إقليميا ودوليا لإنقاذ ليبيا من التدخلات الخارجية، ورفضها سياسة الأمر الواقع التي يريد نظام أردوغان فرضها على المنطقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، مساء الأربعاء، في بيان لها، عن أكبر اجتماع لدول الجوار الليبي يضم جميع الدول التي ترتبط بحدود جغرافية مع ليبيا أو تأثرت بتداعيات الأزمة في هذا البلد العربي والأفريقي.
ويضم الاجتماع بالإضافة إلى الجزائر البلد المضيف وزراء خارجية كل من: مصر، تونس، السودان، النيجر، مالي، وتشاد.
كما يأتي بعد مؤتمر برلين الدولي حول الأزمة الليبية الذي عقد الأحد الماضي، وحضره الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والجزائري عبدالمجيد تبون، باعتبار القاهرة والجزائر من أكثر الدول المتأثرة باستمرار الأزمة الليبية، وبحكم وزنهما الإقليمي والدولي.
وشهدت الجزائر في الأيام الأخيرة نشاطا دبلوماسيا غير مسبوق مرتبط ببحث تداعيات الأزمة الليبية وتنسيق الجهود مع الدول الفاعلة لإيجاد حل لأزمة ليبيا التي تعيش عامها الـ9.
ويزور الجزائر، الخميس، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في زيارة رسمية تستغرق يومين، لبحث العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل.
وتتزامن زيارة ماس مع اجتماع دول الجوار الليبي بالجزائر العاصمة، في حين كشفت مصادر جزائرية "عدم مشاركة وزير الخارجية في اجتماع دول الجوار الليبي".
كما اتفقت الجزائر وباريس، الثلاثاء الماضي، على تكثيف التنسيق لوقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار بين فرقائها، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، خلال زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دامت يوما واحدا.