رغم التحالف مع الحوثي.. العالم يغض بصره عن جرائم الإصلاح باليمن
تقوم مليشيات الإصلاح بأدوار خبيثة دعمت الإرهاب الحوثي الذي أخذ في التصعيد مؤخراً، غير أن أي من بيانات الشجب والتنديد التي صدرت من المنظمات الأممية أو البلدان الكبرى لم تشر من قريب أو بعيد عن إرهاب مليشيات الإصلاح الذي يتضرر منه ملايين الأبرياء في ظل التحالف مع المليشيات الحوثية.
ويرى مراقبون أن إخوان اليمن يرتكبون العديد من الجرائم تحديداً في محافظات الجنوب، غير أن المجتمع الدولي يكتفي على دعمه تطبيق اتفاق الرياض ومن قبله اتفاق ستوكهولم من دون الإشارة إلى الجرائم الإرهابية التي يرتكبها بحق المدنيين.
وتمارس مليشيات الإصلاح تصعيداً موازياً لما تقدم عليه مليشيات الحوثي في بعض المحافظات الشمالية، إذ لا تتوقف العناصر الإخوانية عن التنكيل بالمواطنين وتستمر في اعتقالاتها المستمرة لمعارضي التنظيم الإرهابي، وتكتظ السجون التي تشرف عليها مليشيات إخوانية بالآلاف من الأبرياء من دون أن يلقى ذلك أي أصداء خارجية.
وكذلك فإن مليشيات الإصلاح في المقابل تقوم بدور أشد خطورة يتمثل في تهيئة الأوضاع للمليشيات الحوثية من أجل الاستمرار بجرائمها، وأن ذلك حدث في جبهات الضالع ومأرب ونهم وتعز، وبالتالي فهي شريك أساسي في جميع الممارسات التي تعيق السلام في اليمن.
وعبرت التصريحات التي أدلى بها سفير المملكة المتحدة لليمن، مايكل آرون، اليوم الاثنين، على هذا الأمر، إذ شدد على الحاجة إلى الوصول لاتفاق سياسي شامل ينهي الحرب في جميع الجبهات، بعد اتفاق الرياض.
وقال في تصريحات صحفية، إن الوضع تغير، منذ اتفاق استوكهولم"، مؤكدا أن هناك تغير مهم في الموقف السعودي فيما يخص وقف الحرب، إلى جانب الوضع في الجنوب بعد اتفاق الرياض.
وأضاف أن" "اتفاق استوكهولم كان مهماً قبل سنة، ورأينا تقدماً نسبياً لوقف إطلاق النار في الحديدة، لكن الآن نحتاج جهوداً من كل الأطراف للوصول إلى اتفاق سياسي شامل، وليس محدداً بالحديدة أو تعز فقط"، ودعا إلى مفاوضات جدية بين مختلف الأطراف، لإنهاء الحرب في جميع الجبهات.
وجهت الباحثة السياسية نورا المطيري، تساؤلا هاما إلى الحكومة البريطانية بشأن محاولات الإخوان لإفشال اتفاق الرياض، والتصعيد الحوثي في صنعاء.
وكتبت المطيري، في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تابعها المشهد العربي: "حاليا لدينا سؤال واحد نوجهه للحكومة البريطانية".
وتساءلت: "في ظل استمرار جماعة الحوثية المدعومة من إيران بالتصعيد العسكري وإراقة الدماء واحتلال صنعاء، وعدم تجاوب إخوان اليمن مع مخرجات وتنفيذ اتفاق الرياض، بحرب عكسية، ما هي رؤية الحكومة البريطانية بفك ارتباط الجنوب على حدود مايو 1990؟".
وأعرب سفراء فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، في بيان مشترك، أمس الأحد، عن قلق بالغ إزاء التصعيد الأخير للصراع في اليمن، والذي تسبب في مقتل مدنيين وتشريد عائلات.
وأشار بيان مشترك للسفراء الأربعة لدى اليمن، إلى أن هذا التصعيد تسبب في مقتل مدنيين وتشريد العائلات، كما أنه يهدد بتراجع التقدم المحرز في وقف التصعيد.
وناشد السفراء في بيان مشترك نشرته السفارة البريطانية لدى اليمن، الأطراف المتنازعة على وقف القتال على الفور، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتجميد العمليات العسكرية، بما في ذلك حركة المقاتلين والهجمات بطائرات بدون طيار والقصف الصاروخي.
كما أكد البيان التأييد التام لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفثس، ودعوته الأطراف إلى الالتزام بمبادرات وقف التصعيد ومواصلة تعزيز تلك المبادرات، مشيراً إلى أن الشعب اليمني وبعد خمس سنوات من الحرب، نال ما يكفي منها "ولن يسامح أي نكسة جديدة لعملية السلام"، حسب البيان.