ترقبًا لإعلان صفقة القرن.. عباس يترأس اجتماعًا طارئًا للقيادة وعين الفلسطينيين على واشنطن

الثلاثاء 28 يناير 2020 12:25:51
testus -US

أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ”أبومازن“ سيعقد اجتماعا يضم كافة أقطاب القيادة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، في مقر الرئاسة برام الله، لبحث تداعيات الإعلان المرتقب عن ”صفقة القرن“ الأمريكية.
ووجهت الرئاسة الفلسطينية نداء للسفراء العرب والمسلمين المدعوين لحضور إعلان ”صفقة القرن“ بعدم المشاركة أسوة بنظرائهم الذين رفضوا المشاركة حفاظا على حقوق الشعب الفلسطيني.
وكانت قناة ”مكان“ العبرية قد ذكرت أن الإدارة الأمريكية بعثت دعوات لجميع سفراء الدول العربية، بمن فيهم سفراء دول الخليج المقيمون في واشنطن وبعض وزراء الخارجية العرب، لحضور لقاءات في البيت الأبيض لمناقشة صفقة القرن التي ينوي الرئيس دونالد ترامب نشرها اليوم الثلاثاء.
وذكرت القناة العبرية أن تلك الدعوة تأتي بهدف دراسة التطورات الإقليمية وإمكانية اتخاذ خطوات تطبيعية مع إسرائيل، تمهيدا لاحتمال إطلاق خطة السلام بموازاة دعم عربي لها.
وقال نبيل أبوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة ”إننا نهيب بالسفراء العرب والمسلمين الذين وجهت لهم دعوات لحضور إعلان صفقة القرن المشؤومة غدا، بعدم المشاركة في هذه المراسم التي نعتبرها مؤامرة تهدف إلى النيل من حقوق شعبنا الفلسطيني وإفشال قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية“.
وأضاف أبو ردينة في تصريح أوردته وكالة ”وفا“ الرسمية ”أننا علمنا بأن عددا من سفراء الدول العربية والإسلامية الشقيقة الذين وجهت لهم دعوات رفضوا المشاركة“، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية يثمنون ويقدرون المواقف المشرفة لهذه الدول تجاه قضيتنا وشعبنا.
ترقب فلسطيني
وتترقب الأوساط الفلسطينية، الرسمية والشعبية، ما سيحمله لهم  الإعلان عن ”صفقة القرن“ بحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي هذا الإطار، يجمع مسؤولون ومحللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ“إرم نيوز“، على أن ”موضوع صفقة القرن حسم الكثير من البنود المخطط لها، أولها ملف القدس واللاجئين والاستيطان“، لكنهم تباينوا في وجهات نظرهم بشأن فرص إفشال الصفقة من قبل القيادة الفلسطينية.
ويشدد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على ”رفض القيادة الفلسطينية لهذه الصفقة جملة وتفصيلا، لأنها تعتبر الفلسطينيين في أراضيهم أنهم أقلية“، مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الصفقة التي ”تعدم عملية السلام“، على حد تعبيره.
حيلة القرن
ويصف عريقات صفقة القرن بأنها ”حيلة القرن، أخرجها نتنياهو لمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي صفقة احتيال على القانون الدولي والشرعية الدولية“.
ويقول إن ”على كل العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة أن يقفوا بجانب الشعب الفلسطيني لمنع ترامب وإدارته من تمرير هذه الصفقة التي بدأت فعليا على أرض الواقع، منذ إعلان ترامب بأن القدس عاصمة لفلسطين“.
ويؤكد أن ”الرد على صفقة القرن يكون بالتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، والقيادة الفلسطينية ستتصدى لهذه الصفقة من خلال الحراك الدولي والدبلوماسي“.
ويعتبر أن ”أي محاولة أو صفقة أو إملاء يتنكر لحقيقة أن إسرائيل قوة تحتل دولة فلسطين على حدود 1967، سيدخل التاريخ على اعتباره احتيال القرن“.
ليس بيدهم شيء
ومن مدينة غزة، يرى المحلل السياسي طلال عوكل، أن صفقة القرن ”باتت ملامحها مكشوفة وتم العمل بها قبل إعلانها، منذ أن أخذ ترامب قراره بشأن القدس واللاجئين وما جرى في محاولة تشريع الاستيطان“.
وبحسب عوكل فإن ”صفقة القرن معروفة بالنسبة للفلسطينيين أنها لا تعطيهم شيئا بل تصادر حقوقهم“، مشددا في الوقت ذاته على أن الفلسطينيين ”ملزمون أن يتخذوا إجراءات في ضوء الاعلان الرسمي للصفقة“.
ويؤكد أنه ”ليس بيد الفلسطينيين شيئ لإفشال هذه الصفقة أو الحيلولة دون تنفيذها“، مشيرا إلى أن ”هذه الصفقة وراءها قوى أمريكية إسرائيلية وتفرض على الأرض بالقوة.“
ومن الإجراءات التي لا بد من اتخاذها من قبل الفلسطينيين، وفق المحلل عوكل ”إنهاء الانقسام وتحقيق توافق فلسطيني على استراتيجية وطنية جديدة، وإعلان انتهاء مرحلة أوسلو بما يعني سحب الاعتراف بإسرائيل وإنهاء كل تبعات أوسلو على الوضع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية“.
ويضيف أن ”المجتمع الدولي ثبت أنه عاجز على أن يمد حبل إنقاذ لعملية السلام وعاجز عن مواجهة الولايات المتحدة التي تتجاهل كل قرارات الأمم المتحدة والقرارات الأخرى“.
”هزيمة ترامب“
أما المحلل السياسي، عبدالمجيد سويلم من مدينة رام الله، يقول إن ”التاريخ سيسجل أن الفلسطينيين هزموا ترامب“.
ويضيف سويلم: ”صحيح أنه ليس بيد الفلسطينيين شيئ لمواجهة الصفقة إلا أن قولهم مرارا وتكرارا لا لصفقة القرن، بحد ذاته انتصار لهم وهزيمة لترامب“.
ويتابع: ”الرئيس ترامب أدى الكثير من الخفة في قضية الإعلان عن الصفقة لأنه عندما كان يتحدث عن صفقة القرن كان يتحدث عن شيء كبير، كان يقول إنه سيعلنها بعد الانتخابات الإسرائيلية، اضطر أن يلقي بها في سوق التداول الإسرائيلي في مرحلة انتخابات بما يعني أنه جير كل هذه المسألة في نهاية المطاف لمصلحة نتنياهو، ومن أجل مصالح انتخابية خاصة به ونتنياهو“.
ووفق المحلل سويلم فإن ترامب ”يخشى سقوط نتنياهو لأن سقوطه يعني أن تتبخر هذه الصفقة وربما سقوط نتنياهو يعني أن اليمين الأمريكي نفسه سيصاب بصدمة وأن التحالف ما بين المسيحية الصهيونية واليمين الإسرائيلي في الولايات المتحدة لن يقوى على أن يكون تماسكا في الانتخابات القادمة لمصلحة ترامب“.
ويضيف أن ”الصفقة في نهاية المطاف إذا كانت تتحدث عن القدس فالقدس حسمت وإن كانت تتحدث عن موضوع اللاجئين فالموضوع حسم، وبالنسبة للمستوطنات ففريدمان وبومبيو أعلنا أنها شرعية وضمها أصبح طبيعيا“، واصفا الصفقة بأنها ”مساومة ما بين إسرائيل والإدارة الأمريكية“.
ويعتقد أن ”العالم العربي ليس على علم فيها، ولا أحد يعرف ما هي هذه الصفقة إلا ترامب ونتنياهو وغانتس“.