انفراط عقد الشرعية ينذر بنهاية حتمية لأدوارها باليمن

الثلاثاء 28 يناير 2020 20:01:04
testus -US

رأي المشهد العربي 

تعاني حكومة الشرعية في هذه الأيام من التفكك أكثر من أي وقت مضى، وبدا واضحاً أن قياداتها ووزرائها في جزر منعزلة كلاً يعمل وفقاً للمشروع الذي يتبع له من دون أن يكون هناك رابط يجمع بينهم، ما يمهد لانفراط عقدها وينذر بنهاية حتمية لأدوارها الآخذة في التقلص شيئاً فشيئاً.

تفكك الشرعية يظهر من خلال عدة مواقف؛ أولها، اتخاذ المدعوين الجبواني والميسري طريقاً مغايراً لما تسلكه، ويذهب هذان الوزيران بإطلاق تصريحات متتالية ليست في مصلحة الشرعية ولا التحالف تخدم المحور القطري – التركي، الذي يسعى إلى إسقاط التحالف العربي عبر بوابة حكومة الشرعية.

هذان الوزيران يعملان بكل طاقتهما لإرضاء معسكر قطر تركيا إيران، من دون أن يكون هناك أي سيطرة على ما يقوما به من أفعال، وتظهر الشرعية كأنها عاجزة عن السيطرة عليهما، وتكتفي بالتنديد بأفعالهما مثلها مثل أي طرف آخر من الممكن أن يشجب على تلك التصريحات.

الموقف الثاني يرتبط بالرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، والذي أضحى لا حول له ولا قوة وسط هيمنة الإخوان والمشاريع الإقليمية الساعية للتدخل في اليمن على حكومته، وبدا أنه أختار طريق الصمت للحفاظ على المكاسب التي حققها من خلال تواجده في منصبه، ولم يعد يشغله إنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية، بل لم يعد يهمه إخضاع الجميع داخل الشرعية تحت سيطرته.

الأمر الثالث يكمن في سيطرة مليشيات الإخوان على قرار الشرعية، وتطويع الأمور لصالح مكاسب تلك الجماعة الإرهابية، ولعل ما دعم ذلك وجود جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر في منصب نائب الرئيس اليمني، بالإضافة إلى هيمنة الإصلاح على مكتب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وتوجيه جميع القرارات الصادرة عنه.

الهيمنة الإصلاحية على الشرعية تعد الأكثر تأثيراً عليها، لأنها حولت الحكومة المعترف بها دولياً إلى حزب سياسي يبحث عن مصالحه فقط، وإن اقتضى الأمر التحالف مع الحوثي ضد المملكة العربية السعودية التي تستضيف وزرائها وتقدم لها الدعم السخي من أجل الدفع بعجلة إنهاء الانقلاب.

إلى جانب وجود بعض الوزراء الذين كانت لهم علاقات قوية مع المليشيات الحوثية وهؤلاء يحاولون الحفاظ على هذه العلاقات، ومن ثم تكون مواقفهم رمادية وغير واضحة، لكنها تدعم في النهاية المحور الإيراني لإدراك هؤلاء أن سقوط هذا المشروع سيعني سقوطهم مباشرة.

تفكك الشرعية على هذا النحو يمهد لانحصار أدوارها لأنها أضحت كالمريض الذي يعاني خللاً في جميع أعضائه ويعيش على أجهزة التنفس الصناعي التي ستتوقف لا محالة، وبالتالي فإن قدرة الشرعية على التواجد والتأثير آخذة في التلاشي حالياً، وقد تصبح منعدمة في المستقبل القريب.