في #صنعاء ..عائلات تسكن الأرصفة.. وموظفون يبيتون في العراء

الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 01:38:58
testus -US
المشهد العربي / خاص

لم يعد غريباً أن ترى في " صنعاء "عائلات تقطن حوانيت وأخرى تفترش الرصيف ليلا وتغادره  فجرا فقد حولت بعض الأسر المحال المخصصة للتجارة "الدكاكين "  رغم عدم صلاحيتها الى مساكن  نضرا لرخص إيجارها مقارنة بالشقق .

أحد قاطني هذه الدكاكين قال للمشهد العربي :" إن فاعل خير هو من يدفع الإيجار نيابة عنه وأسرته وقدره عشرة ألاف ريال .. فيما مواطنون كثر لجأوا إلى الشارع في ظل الحرب المستمرة منذ سنوات ثلاث وما انتجته من أزمات إنسانية متفاقمة في اليمن بشكل عام .

•تحت الجسور

معاناة المستأجرين من ذوي الدخل المحدود في صنعاء تتضاعف بفعل تراكم الديون وغياب الراتب لشهور وضغوط يمارسها المؤجرون من ملاك العقارات .

الخبير الاقتصادي "عبده زيد المقرمي " يرى  بأن الشارع ملك عام وطبيعي ان يستبدل المستأجرون منازلهم برصيف شارع  يكون لهم سكن ومأوى  وإن مؤقتا

يضيف المقرمي هذه الصورة على بؤسها لكنها قد تسهم في لفت انظار  المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في إيجاد حلول لهذه الفئة المغلوبة على أمرها .وربما تمنحهم مساعدات انسانية وغذائية بدلا من أن يموت اطفالهم جوعا، مشيرا الى أن المساعدات الانسانية المتواضعة والمخصصة للنازحين لم تصل لمستحقيها إلا ما ندر

لجأ الى الشارع لكنه فوجئ بمنعه من نصب خيمه ليأوي عائلته بحي شميلة وسط صنعاء..

بعد أن طرده المؤجر من منزله لتراكم الايجار.. لكن المحاولة تكررت حتى أفلح في نصب خيمته بمنطقة خالية في حي حزيز جنوب العاصمة.

لم يعد مشهد  رؤية مواطنين دفعهم البرد القارس للبيات  تحت الجسور في وسط العاصمة صنعاء صادما أو غريبا ؛عائلات وأطفال يحتمون بالبطانيات وقوائم الجسور من قساوة وصقيع جو صنعاء البارد .

آخرون وغالبهم من الموظفين الزمهم التعفف  شوارع وأزقة مدينة صنعاء الضيّقة يقطعونها جيئة وذهابا ترى الواحد منهم يتوارى خلسة نضرات المارة خشية أن يعرفه أحد .

بأماكن متفرقة تحت الأشجار وعلى الأرصفة  تشاهدهم إذا عبرت الشارع بعد صلاة الفجر فمنهم من هو معدم ليس لديه عمل ، ومنهم موظفين يتخفون خلسة حتى لا يراهم معارفهم نائمين  في الشارع حتى صلاة الفجر فهم مقيمين في صنعاء وطردوا من منازلهم بسبب عجزهم على توفير الإيجارات.

كارثة مرتقبة..

يصف  المقرمي  لجوء المستأجرين الى الأرصفة بالخيار المر، ويعتقد بأن ذلك قد يشكل ضغطا إضافيّا على المجتمع الدولي لإيجاد حلول جذرية للقضية اليمنية وبالتالي إنهاء الحرب ومسبباتها ابتداءا..

ويحذر البكيري من أن بقاء  الوضع الحالي هو  كارثة مرتقبة في ظل تنامي  الازمة الاقتصادية وانهيار قيمة الريال اليمني امام العملات الخارجية والذي  تجاور سعره الـ400  ريال..

•الشرعية خيبت ظن المواطن..

يقول الخبير الاقتصادي عبده زيد المقرمي ان الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته خيبوا ظن اليمنيين، إذ أنهم بعد نقل البنك الى عدن عجزوا عن الوفاء بإلتزاماتهم  ولم يوجدوا حتى اليوم آلية ناجعة لمواجهة استحقاقات  تسليم الرواتب لجميع موظفي الدولة باعتبارها  المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد ووسيلة من وسائل محاربة الفقر بحكم وجود التكافل بين افراد المجتمع ...