مخطط الشرعية الخبيث.. ماذا وراء التهجير القسري إلى عدن؟
"استهداف الجنوب، أمنه، شعبه، استقراره، هويته".. يبدو أنّ هذا هو الشعار الذي ترفعه حكومة الشرعية وتعمل من ورائه ليل نهار، في وقتٍ تدعي فيه محاربة المشروع الحوثي - الإيراني، لكنّها تعمل على استهداف الجنوب بأي صورة كانت.
أحدث حلقات مخطط حكومة الشرعية ضد الجنوب، تمثّل في التهجير القسري لمواطنين من محافظة مأرب، صوب العاصمة عدن، حيث وصل عصر اليوم الجمعة إلى نقطة العلم على مداخل عدن، أكثر من 20 حافلة تُقِل مئات المهجرين.
مصادر أمنية في نقطة العلم قالت إنّ المئات من المهجرين قسرًا من أبناء محافظات "تعز وإب والحديدة" وصلوا نقطة العلم اليوم الجمعة قادمين إليها من مأرب.
وبحسب المصادر، تمّ إيقاف مواكب المهجرين من مأرب في نقطة العلم حيث يتم الترتيب لنقلهم إلى نقطة دار سعد بعدن بمرافقة قوة أمنية من الحزام الأمني ومنها يتم مرافقتهم إلى أطراف محافظة لحج بهدف إعادتهم إلى محافظاتهم الشمالية.
هذا المخطط "الخبيث" من الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، يتضمّن العديد من الأهداف، حيث تعمل "الشرعية" على تصوير العاصمة عدن بأنّها غير مؤهلة للإدارة، بالإضافة إلى مضافعة الأعباء الحياتية على المواطنين الجنوبيين، وهي في الأساس سياسة معتادة من حكومة الشرعية التي تُشهر من خلالها سلاح تغييب الخدمات من أجل التنغيص على الجنوبيين.
كما أنّ هذه الخطوة من حكومة الشرعية تستهدف التلاعب بأمن العاصمة عدن، عبر انتشار عناصر مجهولة قد تتورّط في جرائم تستهدف الإخلال بأمن العاصمة، بعدما ذاق الجنوبيون حلاوة الاستقرار الأمني بفضل جهود وتضحيات قواتهم وأجهزتهم الأمنية.
وفيما يعد التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي، فإنّ حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، تسير على درب المليشيات الحوثية التي مارست أكثر من
شكل للتهجير، بدءًا من عمليات التهجير في صعدة ودماج، ومرورًا بمثيلاتها في عمران وتعز.
ومع مطلع عام 2014، كان الحوثيون يقدمون على ارتكاب سلسلة من جرائم التهجير القسري بحق أبناء دماج في صعدة، ومعهم المئات من طلاب العلم، وحسب الإحصاءات فإن 15 ألف شخص أرغموا على مغادرة منازلهم ومزارعهم تحت وطأة القصف والحصار الذي فرضه عليهم الحوثيون لقرابة 100 يوم على منطقة دماج في المحافظة.
ووصل الحوثيون إلى محافظة عمران منتصف العام 2014 لتصل معهم جرائم التهجير القسري، فهجرت المليشيات عشرات الآلاف من السكان من مختلف المديريات، والآلاف من الأسر أصبحت تبحث عن مأوى، ووصلت جرائم الحوثيين إلى مختلف المحافظات التي وصلت إليها مليشياتهم.
جرائم التهجير القسري التي تقدم عليها المليشيات الإخوانية أو المليشيات الحوثية تستهدف كلٌ منهما من ورائها تعزيز هيمنتهم على هذه المناطق، بالإضافة إلى إغراق المناطق التي يُهجَّر إليها السكان بالعديد من الأزمات لا سيّما فيما يتعلق بالصعيد الأمني وكذلك الأزمات الحياتية المتعلقة باحتياجات المواطنين.