جونسون يستعد لفرض رسوم جمركية على سلع الاتحاد الأوروبي القادمة لبريطانيا
يستعد رئيس الوزراء البريطاني،بوريس جونسون، لفرض رسوم جمركية على السلع القادمة من دول الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا، وكذلك إجراء فحوص كاملة لها، بدءا من العام المقبل، وذلك في محاولة لزيادة الضغوط على الاتحاد خلال محادثات تجارية مقبلة.
وبحسب "رويترز"، نقلت صحيفة "ديلي تليجراف" عن مصدر بارز في الحكومة البريطانية قوله: "نعتزم الفحص الكامل لكل واردات الاتحاد الأوروبي.. تصاريح التصدير والتصاريح الأمنية والفحص الصحي للحيوانات وكل سلع البقالة، التي ستمر عبر نقاط التفتيش الحدودية.. هذا سيضاعف التحدي على المستوى العملي عند الحدود في يناير 2021".
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي أول أمس بموجب اتفاق انتقالي مؤقت يبدأ فترة مدتها 11 شهرا يأمل خلالها جونسون في التفاوض حول اتفاق للتجارة الحرة مماثل لما أبرمته كندا والاتحاد الأوروبي.
ولدى سؤالها عن تقرير الصحيفة، أفادت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء أن التغيير قادم لا محالة، مضيفة "نحن نترك الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة. وهذا يعني أن الشركات يجب أن تستعد للحياة خارج هذا السياق".
وذكر اتحاد غرف التجارة البريطانية (بي.سي.سي) أنه يتعين على الحكومة إعطاء الأولوية للتدفق الحر المستمر للبضائع عبر الموانئ بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
وبدأت بريطانيا أمس عهدا جديدا خارج الاتحاد الأوروبي بتحديات جديدة تتمثل في نسج علاقات جديدة مع التكتل، الذي يضم 27 دولة وتحديد مكانها الجديد في العالم.
وأمام البرلمان في لندن، تبادل بريطانيون التهنئة احتفالا باستعادة استقلالهم.
وفي شمال إنجلترا المشكك في جدوى الاتحاد، أطلقت الألعاب النارية، لكن في أدنبره، أضيئت الشموع حزنا على الانفصال مع حلم عودة اسكتلندا مستقلة يوما ما إلى الحضن الأوروبي.
وأمضى آخرون الدقائق الأخيرة في الاتحاد الأوروبي على متن عبارة بين مرفأي كاليه ودوفر ليلا في بحر المانش. وقد سادت أجواء من الحزن في واحدة من آخر رحلات العبارات، التي تقطع عادة 42 كيلو مترا بين البلدين.
وقال الإيطالي إليسيو بورتوني، الذي عاش في بريطانيا عشرة أعوام إن "ما يحدث اليوم مؤسف جدا"، واحتفل بعض البريطانيين في إسبانيا في عدد من الحانات. لكن كثيرين من المؤيدين لأوروبا كانوا يتمنون ألا يأتي هذا اليوم.
وبعد ثلاثة أعوام ونصف العام من التقلبات، أصبح "بريكست"، الذي أيده 52 في المائة من الناخبين البريطانيين في استفتاء 2016، واقعا، وبعد 47 عاما من العمل الأوروبي، خسر الاتحاد للمرة الأولى دولة عضوا ومعه 66 مليون نسمة.
ووعد رئيس الوزراء البريطاني في الأشهر الأخيرة بعصر ذهبي جديد لبلده، لكن ما زالت أمامه مهام كبيرة لجعل شعاره "بريطانيا عالمية"، الذي يفترض أن يرمز لبلد مستعد لمواجهة العولمة، حقيقة.
هل يلتفت جونسون إلى الولايات المتحدة، التي تمد له يدها؟ هل يصبح منافسا جديدا على أبواب الاتحاد الأوروبي؟ أم بالعكس، يتقرب بقوة من الأوروبيين الذين يبقون شركاء لا يمكن الالتفاف عليهم؟
يفترض أن يقدم رئيس بلدية لندن السابق غدا الإثنين رؤيته في خطاب، بينما سيعرض كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه أولويات المرحلة الجديدة للمفاوضات، التي تفتتح في لندن.
وفي خطاب بث قبل ساعة من "بريكست"، وعد رئيس الوزراء المحافظ البالغ من العمر 55 عاما وراهن على "بريكست" "بنجاح تتردد أصداؤه أيا تكن العقبات.. أهم شيء يجب أن نقوله مساء اليوم هو أن هذا ليس النهاية، بل البداية، لحظة الفجر ورفع الستار على فصل جديد"، ووعد "ببداية عصر جديد من التعاون الودي" مع الاتحاد الأوروبي.
ويشكل الحدث التاريخي فصلا جديدا يجب كتابته، لكنه ليس نهاية الانقسامات، التي مزقت بريطانيا، إذ إن مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي يشعرون بالمرارة، خصوصا في المناطق، التي صوت معظم ناخبيها مع البقاء في الاتحاد، في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية.