مهجرو مأرب أم حصان طروادة؟!

نجيب يابلي

مخطط التآمر على الجنوب، أرضاً وإنساناً، تتنوع أساليبه منذ دخوله (أي الجنوب) النفق المظلم في 22 مايو 1990م، ولو وقفت أمام الضحايا العسكريين الجنوبيين لسلمت على الفور بقذارة هذا المخطط:
خلال الفترة 1990 - 1994، الضحايا 168 ضابطاً قيادياً.

1995 - 2007، الضحايا 480 شخصية قيادية وضابطاً جنوبياً.
2007 - 2011، 68 ضابطاً جنوبياً.
2013، 36 ضابطاً جنوبياً.
الجنوب يعاني من ضراوة التآمر القذر طيلة 30 عاماً (1990 / 2020م)، ولا ننسى أن أخطرها وأقذرها على الإطلاق هي حرب صيف 1994م، وكات ذات شقين: تصفية الوجود العسكري الجنوبي في عمران وذمار واحتلال الجنوب، ومن المسلمات البديهية أن جيش الشمال كان عبارة عن تورتة، وجيش الجنوب كان عبارة عن شفرة تنحر بها جملاً أو ثوراً، إلا أن النظام الحاكم في صنعاء وظف جنوبيين للغزو ودفع الجنوبيون ولا يزالون يدفعون ثمن التصفيات لبعضهم البعض منذ الكفاح المسلح مروراً بحركة 22 يونيو 1969م وحركة 26 يونيو 1978م، وحركة 13 يناير 1986م التي مهدت لتصفية الحسابات في حرب صيف 1994م القذرة.
لم تتوقف القوى القبلية الطائفية الشمالية عن جرعات دموية تحمل مسمى معيناً، آخرها ما حدث في نقطة العلم على مداخل عدن يوم الجمعة الماضية (31 يناير 2020م) عندما وصلت أكثر من 20 حافلة نقل تحمل المئات من المواطنين المهجرين قسراً (؟؟!!) من محافظة مأرب. الدعارة السياسية للحوثيين قضت بأن المهجرين من الخلايا النائمة، ولذلك قامت مليشيات الإخوان (الأمريكان) بشن حملة أمنية وألقت القبض على المئات منهم من تعز، والحديدة، والبيضاء، وإب، وصنعاء، وحجة، وريمة، وقضى السيناريو الإخونجي الأمريكاني بأن يرحلوا إلى عدن، للبقاء فيها حتى قيام ساعة الصفر، ليبدأ الغزو من الداخل بتعبير الراحل الكبير عبدالله البردوني، أي أن المهجرين سينفذون مخطط حصار طروادة وتركوا حصاناً خشبياً كبيراً أخفوا فيه عدداً من العسكر لتيسير دخول العسكريين من الأبواب.
هذا السيناريو يسرته إجراءات أبرزها إعلان هدنة بين الحوثيين والإصلاح، بين من يصفون أنفسهم بالاثني عشريين والسنيين، والله يعلم أنهم كاذبون لأن اتفاق الدخول إلى النفق المظلم في 22 مايو 1990م على التعددية، فاستدعى صالح الشيخ عبدالله الأحمر، وقال له: ضروري تؤسسوا حزباً معارضاً، لأن المؤتمر سيكون حزباً حاكماً مع الاشتراكي والمطلوب أن المعارضة تأتي من عندكم بقوة، وتم تأسيس حزب الإصلاح (التجمع اليمني للإصلاح) ورصدت مبالغ ضخمة للعملية، أي أن الإصلاح خرج من رحم نظام صالح.
الملعوب انكشف عندما أوقف الأمن في نقطة العلم الحافلات المقلة لجماعة طروادة، وتم الترتيب لنقلهم إلى نقطة دار سعد بعدن، ومنها سيتم مرافقتهم إلى أطراف محافظة لحج ومنها سيصل مهجرو المخطط الإصلاحي القذر إلى محافظاتهم الشمالية.


مقالات الكاتب