مراقبون : القضاء على داعش لا يمكن أن يتم دون اجتثاث الأسباب التي تتيح نمو بيئة حاضنة للإرهاب
السبت 16 ديسمبر 2017 18:55:05
رأى المراقبون للشؤون الإيرانية في الولايات المتحدة أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب خطت خطوة استراتيجية لافتة في استدارتها الجذرية لمواجهة إيران ونفوذها في الشرق الأوسط من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الخميس نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وقالت هذه الأوساط إن واشنطن أبلغت العالم من خلال تصريحات هايلي أنها ذاهبة إلى اتخاذ خطوات جدية وجذرية لوقف حالة الارتباك التي سادت المقاربات الأميركية للحالة الإيرانية في العقود الماضية. واعتبرت أن الشكل الذي أرادته واشنطن لإطلالة هيلي أريد منه إظهار نمط جديد في طريقة التفكير التي تنتهجها الإدارة الحالية للتصدي لإيران وأخطارها في العالم.
وأعلنت هايلي أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون على السعودية شهر نوفمبر هو من صنع إيراني بشكل “لا يمكن إنكاره”. واتهمت إيران بارتكاب “انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة لكبح أنشطتها الصاروخية، في تصعيد للخطاب الأميركي تجاه طهران التي تتهمها بمخالفة روح الاتفاق النووي التاريخي الموقع عام 2015.
ولفتت مراجع دبلوماسية غربية إلى أن اختيار قاعدة عسكرية أميركية بالقرب من العاصمة الأميركية مكانا لإدلاء هايلي بتصريحاتها وتقديمها الأدلة على تورط طهران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، منح الإعلان عن هذا الموقف بعدا عسكريا فهم من كلام هايلي أنه خيار ليس مستبعدا داخل مروحة القرارات التي ستتخذها الإدارة الأميركية لمواجهة إيران.
وكانت هايلي تقف داخل مستودع في واشنطن أمام أجزاء تعود لصاروخين تم انتشالها وإعادة تجميعها، وهي تؤكد أن بصمات إيران موجودة على هذين الصاروخين اللذين أطلق أحدهما باتجاه مطار الرياض في 4 نوفمبر 2017.
الإدارة الأميركية تتفق مع دول الخليج على أن الخطر الإيراني ليس نوويا بل يكمن في السياسة العدائية لطهران
وقالت هايلي “خلفي بقايا تم العثور عليها لصاروخ أطلقه المقاتلون الحوثيون في اليمن على السعودية”. وأضافت “لقد صنع في إيران ثم أرسل إلى الحوثيين في اليمن”. واعتبرت مصادر خليجية أن موقف هايلي المستند على اتهام إيران بالوقوف وراء تعرض الأراضي السعودية لصواريخ تطلق من اليمن، يؤكد التطابق التام لوجهة النظر الأميركية مع موقف الشرعية اليمنية وموقف التحالف العربي الذي ما برح يؤكد منذ ثلاث سنوات أن التدخل الإيراني في اليمن يقف وراء الأزمة اليمنية وأن الأخطار الإيرانية من اليمن هي التي دفعت السعودية وحلفاءها لشن الحرب ضد الحوثيين هناك.
وأضافت هذه المصادر أن واشنطن تعلن من خلال المواقف التي عبرت عنها هايلي وقوف واشنطن الكامل مع الرياض والتحالف الدولي وقوات الشرعية اليمنية لتخليص اليمن نهائيا من النفوذ الذي تمتلكه إيران داخل اليمن.
ورأت هذه المصادر أن تحوّل واشنطن في هذا الشأن يتسق مع سياسة ترامب في الوقوف إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتبني وجهة نظرهم كاملة في ما يرونه من خطر مصدره إيران.
بيد أن مصادر قريبة من البنتاغون ذكرت أن ما كشفته هايلي من أدلة تبين تورط إيران في دعم الحوثيين وتزويدهم بالصواريخ الباليستية، يعكس وعيا جديدا لدى المؤسسات العسكرية الأميركية بأن طهران ومن خلال تهديدها للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج باتت تهدد مصالح الولايات المتحدة مباشرة، وبأن النفوذ الذي تمتلكه إيران في العراق وسوريا ولبنان بات يهدد الأجندات الأميركية في المنطقة والمتعلقة بمكافحة الإرهاب من جهة والمساعدة على تهدئة براكين المنطقة وحالة الفوضى والعبث اللذين تشهدهما الدول الخليجية من جهة أخرى.
وكشفت مراجع أميركية قريبة من البيت الأبيض أن واشنطن اختارت الإعلان عن موقفها من خلال نيكي هايلي وليس من خلال وزير الخارجية أو وزير الدفاع، لما لهايلي من رمزية كونها تمثل الولايات المتحدة لدى المجموعة الدولية.
ورأت هذه المراجع أن واشنطن، ومن خلال هايلي، لم تكن تتوجه إلى إيران، بل إلى العالم أجمع، معتبرة أن الكشف عن هذه المعلومات وجب أن يعيد تموضع بلدان كثيرة في العالم، لا سيما تلك الحليفة والصديقة للولايات المتحدة ودول الخليج، في مواجهة إيران. ولم تخف هايلي نفسها هذا الأمر في الدعوة إلى تحالف دولي ضد إيران.
ونقل عن دبلوماسيين أورربيين في باريس أن واشنطن وضعت الكرة في ملعب الأوروبيين الذين أجمعوا على التمسك بالاتفاق النووي الإيراني على الرغم من الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي لتعليق هذا الاتفاق وإلغائه.
مصادر دبلوماسية عربية تؤكد أن موقفا أميركيا أوروبيا موحدا لمواجهة إيران سيجد له بيئة عربية حاضنة تتفق مع الموقف العربي الرسمي
ويرى هؤلاء أن التضامن مع الولايات المتحدة من جهة ومع السعودية من جهة أخرى في ما يتعلق بأمن البلدين، لا سيما لجهة ما تعرضت له السعودية من اعتداءات صاروخية مؤخرا، يفرض على العواصم الأوروبية اتخاذ مواقف واعتماد إجراءات وتدابير تزيل أي لبس عن الإشارات التي يرسلها العالم إلى إيران. ولفت مراقبون أميركيون إلى أن تحولا جديدا جرى في المقاربة الأميركية للشأن الإيراني والتي استوطنت العقلية الأميركية الحاكمة منذ عقود. وقال هؤلاء إن الولايات المتحدة تلقت ضربة إيرانية مباشرة عام 1983 حين تم تفجير مقر المارينز في بيروت من قبل جماعات تابعة لإيران، وأن محاولة واشنطن مذاك استخدام الضغوط والعقوبات زادت من راديكالية نظام الولي الفقيه في إيران.
وأضاف هؤلاء أن إدارة باراك أوباما ركزت على مسألة البرنامج النووي الإيراني لمحاصرته، فيما ركزت إدارة ترامب على البرنامج النووي أيضا من خلال عزم الرئيس الحالي الانسحاب من اتفاق عام 2015 الذي أبرم بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد، وأن ما صرحت به هايلي يعني أن الإدارة الأميركية تتوافق مع دول الخليج من حيث أن الخطر الإيراني ليس نوويا بل يكمن في السياسة العدائية التي تعتمدها طهران ضد دول المنطقة.
وأوضحت هايلي في مؤتمرها الصحافي أن الاتفاق النووي الموجه للحد من البرنامج النووي الإيراني “لم يفعل شيئا لتحسين سلوك النظام (الإيراني) في مجالات أخرى”. غير أن مراقبين فرنسيين يرون أن الموقف الأميركي الذي أعلنته هايلي لا يختلف عن ذلك الفرنسي المعبر عنه مؤخرا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هاجم قبل أيام إيران وانتقد سلوكها في المنطقة وطالب بانسحاب قواتها وقوات الميليشيات التابعة لها من سوريا، فيما كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته الأخيرة للإمارات ما قاله في نيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة من أن الاتفاق النووي لم يعد كافيا وأنه من الضروري إعادة التفاوض من أجل تمديد الاتفاق وتصويبه من جهة وربطه باتفاق لمراقبة برنامج إيران للصواريخ الباليستية وبوقف التمدد الإيراني داخل البلدان العربية من جهة ثانية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن موقفا أميركيا أوروبيا موحدا لمواجهة إيران سيجد له بيئة عربية حاضنة تتفق مع الموقف العربي الرسمي الذي أدان في اجتماع وزراء الخارجية العرب إثر تعرض الرياض لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، تدخل إيران في الشؤون العربية مستنكرا الإرهاب الذي يمارسه حزب الله في اليمن كما في بقية البلدان التي يتدخل في شؤونها.
ورغم الخلافات الغربية مع روسيا، فإن الموقف الغربي المتصاعد ضد إيران قد يوفر لروسيا فرصة لممارسة ضغوط أخرى على طهران، لا سيما في سوريا.
وكانت تقارير غربية متخصصة في شؤون مكافحة الإرهاب قد حذّرت من أن القضاء على داعش لا يمكن أن يتم دون اجتثاث الأسباب التي تتيح نمو بيئة حاضنة للإرهاب في المنطقة. وقالت إن السياسة الإيرانية تقف وراء حالة الانقسام والتوتر والحروب التي ضربت اليمن والعراق وسوريا وتهدد أمن لبنان، وأن مواجهة وكسر هذه السياسة أصبحا مطلوبين لإنتاج التسويات السياسية الضرورية لإعادة التوازن والاستقرار إلى هذه البلدان.
وتؤكد مراجع سياسية بريطانية أن الموقف الأميركي الجديد ليس معزولا بل يأتي متسقا مع حالة التشاور والتنسيق الجاريَيْن بين كافة العواصم المنخرطة في شؤون الشرق الأوسط.
وتضيف أنه على الرغم من تقرير صادر مؤخرا عن الأمم المتحدة يتهم إيران بمسألة القصف الصاروخي للسعودية من اليمن، فإن هذه الأوساط لم تستبعد اللجوء إلى تحالف من خارج الأمم المتحدة، حيث قد يعرقل استخدام حق النقض من قبل روسيا والصين في مجلس الأمن أي قرار أممي ضد إيران.
وفي تقرير نشر مؤخرا عن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية، قالت الأمم المتحدة إنها رصدت بقايا صواريخ قد تكون صنعت في إيران. لكن الأمم المتحدة أوضحت أنها لا تستطيع تحديد هوية الجهة التي قدمت الصواريخ أو الوسطاء المحتملين لافتة إلى أنها تواصل تحقيقها.
وعلى الرغم من نفي إيران لاتهامات هايلي، فإن المراقبين اعتبروا أن واشنطن أطلقت الخطوات الأولى لتحرك دولي شامل، وأن الأيام والأسابيع المقبلة حبلى بالتطورات والمواقف التي سترسم معالم الاستراتيجية التي ستعتمد للتصدي لإيران.
وقالت هذه الأوساط إن واشنطن أبلغت العالم من خلال تصريحات هايلي أنها ذاهبة إلى اتخاذ خطوات جدية وجذرية لوقف حالة الارتباك التي سادت المقاربات الأميركية للحالة الإيرانية في العقود الماضية. واعتبرت أن الشكل الذي أرادته واشنطن لإطلالة هيلي أريد منه إظهار نمط جديد في طريقة التفكير التي تنتهجها الإدارة الحالية للتصدي لإيران وأخطارها في العالم.
وأعلنت هايلي أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون على السعودية شهر نوفمبر هو من صنع إيراني بشكل “لا يمكن إنكاره”. واتهمت إيران بارتكاب “انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة لكبح أنشطتها الصاروخية، في تصعيد للخطاب الأميركي تجاه طهران التي تتهمها بمخالفة روح الاتفاق النووي التاريخي الموقع عام 2015.
ولفتت مراجع دبلوماسية غربية إلى أن اختيار قاعدة عسكرية أميركية بالقرب من العاصمة الأميركية مكانا لإدلاء هايلي بتصريحاتها وتقديمها الأدلة على تورط طهران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، منح الإعلان عن هذا الموقف بعدا عسكريا فهم من كلام هايلي أنه خيار ليس مستبعدا داخل مروحة القرارات التي ستتخذها الإدارة الأميركية لمواجهة إيران.
وكانت هايلي تقف داخل مستودع في واشنطن أمام أجزاء تعود لصاروخين تم انتشالها وإعادة تجميعها، وهي تؤكد أن بصمات إيران موجودة على هذين الصاروخين اللذين أطلق أحدهما باتجاه مطار الرياض في 4 نوفمبر 2017.
الإدارة الأميركية تتفق مع دول الخليج على أن الخطر الإيراني ليس نوويا بل يكمن في السياسة العدائية لطهران
وقالت هايلي “خلفي بقايا تم العثور عليها لصاروخ أطلقه المقاتلون الحوثيون في اليمن على السعودية”. وأضافت “لقد صنع في إيران ثم أرسل إلى الحوثيين في اليمن”. واعتبرت مصادر خليجية أن موقف هايلي المستند على اتهام إيران بالوقوف وراء تعرض الأراضي السعودية لصواريخ تطلق من اليمن، يؤكد التطابق التام لوجهة النظر الأميركية مع موقف الشرعية اليمنية وموقف التحالف العربي الذي ما برح يؤكد منذ ثلاث سنوات أن التدخل الإيراني في اليمن يقف وراء الأزمة اليمنية وأن الأخطار الإيرانية من اليمن هي التي دفعت السعودية وحلفاءها لشن الحرب ضد الحوثيين هناك.
وأضافت هذه المصادر أن واشنطن تعلن من خلال المواقف التي عبرت عنها هايلي وقوف واشنطن الكامل مع الرياض والتحالف الدولي وقوات الشرعية اليمنية لتخليص اليمن نهائيا من النفوذ الذي تمتلكه إيران داخل اليمن.
ورأت هذه المصادر أن تحوّل واشنطن في هذا الشأن يتسق مع سياسة ترامب في الوقوف إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتبني وجهة نظرهم كاملة في ما يرونه من خطر مصدره إيران.
بيد أن مصادر قريبة من البنتاغون ذكرت أن ما كشفته هايلي من أدلة تبين تورط إيران في دعم الحوثيين وتزويدهم بالصواريخ الباليستية، يعكس وعيا جديدا لدى المؤسسات العسكرية الأميركية بأن طهران ومن خلال تهديدها للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج باتت تهدد مصالح الولايات المتحدة مباشرة، وبأن النفوذ الذي تمتلكه إيران في العراق وسوريا ولبنان بات يهدد الأجندات الأميركية في المنطقة والمتعلقة بمكافحة الإرهاب من جهة والمساعدة على تهدئة براكين المنطقة وحالة الفوضى والعبث اللذين تشهدهما الدول الخليجية من جهة أخرى.
وكشفت مراجع أميركية قريبة من البيت الأبيض أن واشنطن اختارت الإعلان عن موقفها من خلال نيكي هايلي وليس من خلال وزير الخارجية أو وزير الدفاع، لما لهايلي من رمزية كونها تمثل الولايات المتحدة لدى المجموعة الدولية.
ورأت هذه المراجع أن واشنطن، ومن خلال هايلي، لم تكن تتوجه إلى إيران، بل إلى العالم أجمع، معتبرة أن الكشف عن هذه المعلومات وجب أن يعيد تموضع بلدان كثيرة في العالم، لا سيما تلك الحليفة والصديقة للولايات المتحدة ودول الخليج، في مواجهة إيران. ولم تخف هايلي نفسها هذا الأمر في الدعوة إلى تحالف دولي ضد إيران.
ونقل عن دبلوماسيين أورربيين في باريس أن واشنطن وضعت الكرة في ملعب الأوروبيين الذين أجمعوا على التمسك بالاتفاق النووي الإيراني على الرغم من الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي لتعليق هذا الاتفاق وإلغائه.
مصادر دبلوماسية عربية تؤكد أن موقفا أميركيا أوروبيا موحدا لمواجهة إيران سيجد له بيئة عربية حاضنة تتفق مع الموقف العربي الرسمي
ويرى هؤلاء أن التضامن مع الولايات المتحدة من جهة ومع السعودية من جهة أخرى في ما يتعلق بأمن البلدين، لا سيما لجهة ما تعرضت له السعودية من اعتداءات صاروخية مؤخرا، يفرض على العواصم الأوروبية اتخاذ مواقف واعتماد إجراءات وتدابير تزيل أي لبس عن الإشارات التي يرسلها العالم إلى إيران. ولفت مراقبون أميركيون إلى أن تحولا جديدا جرى في المقاربة الأميركية للشأن الإيراني والتي استوطنت العقلية الأميركية الحاكمة منذ عقود. وقال هؤلاء إن الولايات المتحدة تلقت ضربة إيرانية مباشرة عام 1983 حين تم تفجير مقر المارينز في بيروت من قبل جماعات تابعة لإيران، وأن محاولة واشنطن مذاك استخدام الضغوط والعقوبات زادت من راديكالية نظام الولي الفقيه في إيران.
وأضاف هؤلاء أن إدارة باراك أوباما ركزت على مسألة البرنامج النووي الإيراني لمحاصرته، فيما ركزت إدارة ترامب على البرنامج النووي أيضا من خلال عزم الرئيس الحالي الانسحاب من اتفاق عام 2015 الذي أبرم بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد، وأن ما صرحت به هايلي يعني أن الإدارة الأميركية تتوافق مع دول الخليج من حيث أن الخطر الإيراني ليس نوويا بل يكمن في السياسة العدائية التي تعتمدها طهران ضد دول المنطقة.
وأوضحت هايلي في مؤتمرها الصحافي أن الاتفاق النووي الموجه للحد من البرنامج النووي الإيراني “لم يفعل شيئا لتحسين سلوك النظام (الإيراني) في مجالات أخرى”. غير أن مراقبين فرنسيين يرون أن الموقف الأميركي الذي أعلنته هايلي لا يختلف عن ذلك الفرنسي المعبر عنه مؤخرا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هاجم قبل أيام إيران وانتقد سلوكها في المنطقة وطالب بانسحاب قواتها وقوات الميليشيات التابعة لها من سوريا، فيما كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته الأخيرة للإمارات ما قاله في نيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة من أن الاتفاق النووي لم يعد كافيا وأنه من الضروري إعادة التفاوض من أجل تمديد الاتفاق وتصويبه من جهة وربطه باتفاق لمراقبة برنامج إيران للصواريخ الباليستية وبوقف التمدد الإيراني داخل البلدان العربية من جهة ثانية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن موقفا أميركيا أوروبيا موحدا لمواجهة إيران سيجد له بيئة عربية حاضنة تتفق مع الموقف العربي الرسمي الذي أدان في اجتماع وزراء الخارجية العرب إثر تعرض الرياض لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، تدخل إيران في الشؤون العربية مستنكرا الإرهاب الذي يمارسه حزب الله في اليمن كما في بقية البلدان التي يتدخل في شؤونها.
ورغم الخلافات الغربية مع روسيا، فإن الموقف الغربي المتصاعد ضد إيران قد يوفر لروسيا فرصة لممارسة ضغوط أخرى على طهران، لا سيما في سوريا.
وكانت تقارير غربية متخصصة في شؤون مكافحة الإرهاب قد حذّرت من أن القضاء على داعش لا يمكن أن يتم دون اجتثاث الأسباب التي تتيح نمو بيئة حاضنة للإرهاب في المنطقة. وقالت إن السياسة الإيرانية تقف وراء حالة الانقسام والتوتر والحروب التي ضربت اليمن والعراق وسوريا وتهدد أمن لبنان، وأن مواجهة وكسر هذه السياسة أصبحا مطلوبين لإنتاج التسويات السياسية الضرورية لإعادة التوازن والاستقرار إلى هذه البلدان.
وتؤكد مراجع سياسية بريطانية أن الموقف الأميركي الجديد ليس معزولا بل يأتي متسقا مع حالة التشاور والتنسيق الجاريَيْن بين كافة العواصم المنخرطة في شؤون الشرق الأوسط.
وتضيف أنه على الرغم من تقرير صادر مؤخرا عن الأمم المتحدة يتهم إيران بمسألة القصف الصاروخي للسعودية من اليمن، فإن هذه الأوساط لم تستبعد اللجوء إلى تحالف من خارج الأمم المتحدة، حيث قد يعرقل استخدام حق النقض من قبل روسيا والصين في مجلس الأمن أي قرار أممي ضد إيران.
وفي تقرير نشر مؤخرا عن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية، قالت الأمم المتحدة إنها رصدت بقايا صواريخ قد تكون صنعت في إيران. لكن الأمم المتحدة أوضحت أنها لا تستطيع تحديد هوية الجهة التي قدمت الصواريخ أو الوسطاء المحتملين لافتة إلى أنها تواصل تحقيقها.
وعلى الرغم من نفي إيران لاتهامات هايلي، فإن المراقبين اعتبروا أن واشنطن أطلقت الخطوات الأولى لتحرك دولي شامل، وأن الأيام والأسابيع المقبلة حبلى بالتطورات والمواقف التي سترسم معالم الاستراتيجية التي ستعتمد للتصدي لإيران.