الفنان شكيب الضالعي.. الثائر الذي تأثر بأحداث وطنه فصدحت حنجرته أنا جنوبي..

السبت 16 ديسمبر 2017 21:39:36
testus -US
صالح الضالعي

ليس كل مهنة تُطلب توهب، وليس كل من مسكت يداه آلة عزف يعد فناناً ، فالفن موهبة وهبة ، في هذه السطور سنحاول أن ننبش في الذاكرة علها تجد فنانا أعطى للوطن ولكنه لم يعطَ .. سأحاول أن أسلط الضوء على فنان اعترك الحياة بحلوها ومرها حتى استطاع أن يحجز له مكاناً في قلوب محبيه ..إنه الفنان (شكيب الضالعي) ، الفنان الذي جعل من ثوريته الجنوبية عنواناً يستلهمها الأجيال .. رغم الظروف الصعبة التي يمر بها فنانا القدير "شكيب" إلا أنه تحدى الصعاب وترجّل المجد في يوم كان مقداره سنين فوصل إلى مبتغاه..

 

يعرّف الفنان "شكيب الضالعي" عن نفسه إذ يقول :

(أنا الفنان "شكيب الضالعي" ، بحسب ما يعرفني به الناس، واسمي" شكيب علي قايد محمد" ، من أبناء مدينة  الضالع منطقة "حبيل جباري" من مواليد عام 1/1/1986ميلادية .. التحقت في التعليم الأساسي في العام 1993في مدرسة  الشهيد "علي محمد صالح" ، ومن ثم انتقلت إلى  مدرسة  الشهيد "الجريذي"  لتلقي التعليم الإعدادي ، وأكملت الثانوية العامة في مدرسة" الحمزة" الثانوية..)

  مشيراً بأن  حلمه  مواصلة دراسته ويصبح شخصية  مرموقه في المجتمع ، يتأوه الفنان "شكيب " لما مسّه الضر المادي والذي أصاب عامة أبناء الجنوب ، إذ يصف وضع أسرته  قائلاً : "ولكن ظروف أسرتي  أجبرتني على الخروج من التعليم" .

موهبة الغناء

رافقت شكيب موهبة  الغناء لاسيما وأنها مهنة أحببها منذ صغره  ، حيث كان متأثراً بشكل كبير بالأغاني الإذاعية  التي كانت تبث عبر أثير إذاعة "عدن" آنذاك ، كذلك فإن " شكيب " تأثر كثيراً في  مشاهير الطرب في بلادنا بشتى أشكالها وبأصوات عربية  مرموقة  أيضاً مثل "فيروز وعبدالحليم حافظ" ..وغيرهم.

كانت بداية  دخول شكيب في عالم الغناء ومحور انطلاقته  في العام 98 م حين تعرف على الفنان عبدالله الحربي ، والذي كان السبب في تلك العلاقة ، هو صديق طفولته،  الشاعر "نافع الحربي" ، إذ تعد  تلك المرحلة هي بداية  احتكاك شكيب الضالعي بالفن عن كثب وملامسته ومداعبة عوده الأغر ، لذلك  ساعدته كثيراً في صقل موهبته وتعلمه الألوان الغنائية الشعبية  وضبط الزمن الإيقاعي والكثير من الأساليب الغنائية.

 

الحلم

كان شكيب يراوده حلمٌ  بأن يصبح فناناً مشهوراً ، وصاحب أعمال فنية  متميزة أيضاً ، ولكن العقبات وقفت في طريقه سداً منيعاً .

 

تشجيعه بالفن

لم يكن يوماً الفنان " شكيب الضالعي " انهزاميا ربما أنه كان ومازال ناحتاً في صخرة الإبداع كي يصل ، وحتماً قد وصل إلى حلمه ، فدندن للثورة الجنوبية حينما تخلقت.

يواصل الفنان " شكيب " سرد حكايته : " تعرفت بالكثير من الشعراء والفنانين منهم الأستاذ سالم عبدالقوي الذي كان له الفضل بأن يتعلق شكيب أكثر في الفن" ،  ذلك عندما  أهداه عود "حلبي"  هنا وجد الفنان " شكيب" ضالته  فنحت على جدار آلته إبداعه ، مرر أنامله  وعزف به على يد الفنان الحربي...واللذان ساهمان في تشجيعه منذ بداياته.

 

مشاركات

واصل مشواره بعد أن أجاد فنه حتى أنه تلاعب في أوتار العود ، بذلك شارك "شكيب " في الكثير من الأعياد والاحتفالات الوطنية الجنوبية والتي كان أبرزها الأسبوع الثقافي للتراث الضالعي  في فعالية  عاصمة الثقافة العربية والتي تغافلت عن ذكره.

 

جنوبيته وحبه لوطنه

أحب شكيب وطنه الجنوب كثيراً ، مثله مثل أبناء الجنوب ، حيث كان متأثراً بالحراك الجنوبي ولهذا حظى الفنان "شكيب"  بتشجيع الكثيرين وأبرزهم جاره الشهيد المناضل " محمد فضل جباري "  وآخرون .

 

ما نشتي حوار

 قدم أول عمل باسم (الجنوبي قال ما نشتي حوار) للشاعر "أنور علي" ومن ألحانه ، فيما كان له

ثاني عمل  بعنوان " شدوا الجنوب " من كلمات وألحان   "مروان محمد شايع " وذلك في عام 2007م

وأما  العمل الثالث  " لن نخضع ولن نستكين"  والذي كان من كلمات الأديب والصحفي الشاعر "أحمد حرمل"  ، إذ أهديت تلك الأغنية  لأبناء الجنوب،  ذلك  بعد انتصار الضالع على الحوثيين والتي رفعت من المعنويات الجنوبية .

والرد الضالعي الذي كان رد شكر واحترام  للفنان" عبود الخواجة " من أبناء الضالع حينما ذكر الضالع بأغنيته (من الربان للضالع سلامي )..

والعمل الفني الأخير الذي ذكر فيه الشهيد البطل" علي عبداللاه الخويل"  من ألحان وكلمات وغناء هذه الأغنية لشكيب الضالعي.

يبقى الفنان الضالعي "شكيب " أيقونة إبداعية ، وأسطورة غنائية ، ونهر متدفق لا حدود له ، كلما في الأمر أن هذا الفنان صاحب الحنجرة الذهبية مازال يتجدد عطاءه كل يوم عن آخر ، بينما هناك من لا يلتفت له ولا لإبداعه ..  

هناك هوامير فساد تصول وتجول في الوطن فيحسب لها ألف حساب ، ولكن شرفاء الوطن دوما مغيبون عن المشهد الجنوبي . .فهل من مدكر ؟! .