عقب انتقادات لاذعة.. الطيران اللبنانية تلغي قرار التعامل بالدولار
الاثنين 17 فبراير 2020 04:00:18
قامت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، التي يملك المصرف المركزي غالبية الأسهم فيها، بإلغاء قرار اتخذته قبل ساعات ببدء التعامل بالدولار الأمريكي فقط، بعد انتقادات لاذعة طاولتها في ظل انهيار اقتصادي وأزمة سيولة حادة.
وأعلنت الشركة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية أنه ”بناء على طلب دولة رئيس مجلس الوزراء حسان دياب قررت إدارة الشركة إلغاء قرار بيع بطاقات السفر في مكاتب الشركة بالدولار الأمريكي حصرا“.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن دياب طلب من الشركة إلغاء قرارها، ونقلت عن سياسيين ترحيبهم بالأمر.
وكانت الوكالة قد نقلت يوم الأحد أن ”الميدل إيست“ وشركات الطيران العاملة في لبنان ستبدأ اعتبارا من يوم الإثنين بقبول الدفع بالدولار فقط، كما ”ستقبل بطاقات الدفع كافة إضافة الى الشيكات المصرفية، شرط أن تكون العملية بالعملة الأجنبية“.
وتوجه عشرات المواطنين الأحد إلى مكتب الشركة في مطار بيروت، الفرع الوحيد الذي يفتح أبوابه الأحد، لشراء التذاكر بالليرة اللبنانية قبل أن يدخل القرار الجديد حيز التنفيذ.
وأثار قرار الشركة استياء ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي كما انتقده سياسيون كثر، وجرى تداول دعوات لاعتصام أمام مكتب الشركة الرئيسي في بيروت.
ورغم الأزمة الاقتصادية، ظلت شركة ”ميدل إيست“ خلال الأشهر الماضية تقبل الدفع بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف الرسمي المثبت على 1507 للدولار الواحد، بينما يتخطى سعر الصرف في السوق الموازية الألفي ليرة ووصل في فترات إلى 2400.
وفي المقابل، كانت شركات السياحة والسفر تطلب الدفع بالدولار أو بالليرة اللبنانية بحسب سعر الصرف في السوق الموازية، ما حمل الزبائن على التوجه إلى مكاتب ”ميدل إيست“ مباشرة لشراء تذاكرهم.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن بيان لنقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة شكرها لإدارة شركة ”ميدل إيست“ بعد قرارها بقبول الدولار فقط.
ويأتي قرار ”ميدل إيست“ في وقت يعاني المواطنون للحصول على أموالهم من المصارف، التي شددت تدريجيا منذ الصيف القيود على العمليات النقدية والسحب، خاصة بالدولار، والتحويلات إلى الخارج.
وبات السقف المسموح به في عدد من المصارف لا يتخطى 600 دولار شهريا، وبدلا من الحصول على النقد، باتت المصارف تعطي المواطنين شيكات مصرفية بأموالهم، لدفع مستحقاتهم.
وتعد الأزمة الاقتصادية الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة، وبلغ الدين العام نحو 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150% من إجمالي الناتج المحلي.
ويتزامن الانهيار الاقتصادي المتسارع مع مخاوف من عدم تمكن لبنان من سداد جزء من الدين العام المتراكم، الذي يستحق في آذار مارس المقبل.
ودعت جمعية المصارف الأربعاء إلى ضرورة تسديد سندات اليوروبوندز في موعدها، حفاظا على ثقة المستثمرين بلبنان، في خطوة حذر محللون من أنها ستفاقم الوضع، ومن شأنها اضعاف احتياطي العملات الأجنبية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.