حملة جنوبية لرفع العلم.. هوية وطن ترفرف في سماء المكلا
من جديد، سيرفرف علم الجنوب غدًا الأحد في مدينة المكلا، في حراكٍ يحمل الكثير من المعاني حول عشق الجنوبيين لهويتهم وتوجّههم نحو استعادة وطنهم.
ففي مدينة المكلا، أطلقت مجموعة من الناشطين الشباب، حملة شعبية مجتمعية لرفع علم الجنوب على المرافق الحكومية والقلاع والحصون.
وقالت مصادر محلية، إن هناك تجهيزات استعدادا لبدء أولى فعاليات الحملة، يوم الأحد المقبل.
ودعا الناشطون، المواطنين والنشطاء الشباب كافة، إلى المساهمة في إنجاح الحملة ورفع رمزية شعب الجنوب المتمثل في علم الدولة المنشودة، بهدف تثبيت اليقين بعودة الوطن الجنوبي واستقراره.
علاقة عشق فريدة من نوعها تلك التي تجمع بين الجنوبيين وعلمهم، تلك العلاقة التي تحفظ على الهوية الجنوبية من المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن، والتربصات التي يحملها خصومه.
محافظة الجنوبيين على هويتهم وتعلقهم الكبير بعلمهم، يُقابل بموجات رعب هائلة لدى المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، والتي برهنت على طائفيتها في أكثر من واقعة.
من بين الجرائم الإخوانية التي كان سببها العلم، كانت واقعة اختطاف الإعلامي طه حدير مدير الإدارة الإعلامية في القيادة المحلية بمديرية بيحان في شبوة.
وجاء اعتقال حدير بعدما دشَّن حملةً لتوزيع ورفع أعلام الجنوب أعلى المنازل والسيارات، وسط تجاوب شعبي واسع، فيما اختطفته المليشيات الإخوانية واقتادته إلى جهة غير معروفة، قبل أن يتم الإفراج عنه في وقتٍ لاحق.
أحد أشهر وقائع الاستهداف أيضًا، تمثّلت في قتل سعيد القميشي، الذي تمسَّك بعلمه من محاولات إخوانية لمصاردته، فما كان من أحد عناصر المليشيات الإخوانية إلا أطلق النار عليه من المسافة صفر، فارتقى شهيدًا، وهي واقعة فجَّرت عاصفة غضب.
وفي اعتداء آخر، هدّدت المليشيات الإخوانية بمحافظة حضرموت مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية حورة وادي العين بالاعتقال حال لم ينفذ أوامر قائد نقطة "جسر حورة"، بإنزال علم الجنوب من مدارس المنطقة.
وكشف بلاغ موجه لوكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، فإن قائد نقطة الجسر التابعة للمنطقة العسكرية الأولى طلب من مدير مكتب التربية بـ"حورة " خالد مبارك باخلعة، إنزال أعلام الجنوب، وهدده بالاعتقال حال لم ينفذ.
كما أقدمت المليشيات الإخوانية في مدينة شقرة بمحافظة أبين على إنزال أعلام الجنوب من على المباني والمنشآت الحكومية بالمدينة عقب ساعات من رفعها، وكان الأهالي قد رفعوا أعلام الجنوب على المباني والمنشآت الحكومية بالتزامن مع الاحتفالات بانتصار الشعب الجنوبي بتوقيع اتفاق الرياض.
كل هذه الوقائع تبرهن على مدى الرعب الإخواني من علم الجنوب، وهي هوية لن تنجح المليشيات الإخوانية في زعزعتها أبدًا، بفضل وعي الشعب الجنوبي بقضيته العادلة وإدراكه للتحديات التي تحاصرها.