انكسار البسطاء

عادل حمران

عبدالرقيب محمود احد افراد شرطة التواهي، اعرفه منذ سنوات، رجل شهم عزيز النفس وبشوش وخجول، لا تمل حديثه ولا تشبع من كلماته، جمعتنا فيه ايّام كثيرة، رغم ضروفه الصعبة إلا انه كان عزيز وشهم، حين يكون مفلس يتهرب عن أصدقائه ويحاول التعذر بالعمل و الشغل وعدم قدرته عن مرافقتهم خجل و حياء من وضع صعب وقاسي قدر عليه، لكنه كان يبتسم ابتسامة رجل عظيم وانسان شامخ رغم كل شيء .
من يعرف هذا الشاب يدرك بانه شخص نادر وربما استثنائي، داهمه المرض، وحين تم فحصه اكتشفوا وجود ورم خبيث في جسده النحيل، وكـ عادة السرطان يمزق المعنويات و ينتشر بهوادة في الجسد وبدون رحمة، لم يرحم اخلاق عبدالرقيب ولا حتى ضروفه الصعبة وجسده النحيل، ربما لم يترك له فرصة كي يفكر بأسرته التي افنى حياته من اجلهم، ولَم يفكر المرض بحقارته حين يسلب من البسطاء عافيتهم التي وربما لا يملكون غيرها .
تمدد عبدالرقيب في احد مشافي مصر واستمر المرض يتمدد في أعماقه، وبدا الرجل يفقد سعادته و معنوياته وصحته رويدا رويدا، ووقف عاجزا عن شراء عافيته، وليس أمامه سوى باب السماء يقرعه وهناك جاء فرج الرب على هيئة رجال مخلصين وقفوا معه، وأخبروه بان ما حصل امر الله، وانهم لن يبخلوا عن اَي ثمن من اجل عافيته و صحته.
وبفضل الله ثم بفضل رجال الخير تم الإعلان عن حملة لمساعدة هذا الشاب النبيل و أعانته على صراع السرطان، تحول المستشفى الى مزار شبه يومي من قيادات وكوادر و شخصيات و طنية و اجتماعية من مختلف ربوع الوطن من اجل زيارة عبدالرقيب السقلدي وتعزير ثقته ورفع معنوياته وهذا منحه الكثير من السعادة و رمم جراحه وأدرك حب و تقدير الناس له، ورم خبث المرض إلا ان تكاتفكم جميعا يا رجال الخير أعانه و ذلل أوجاعه جزاكم الله عنه خير الجزاء و كفاكم و من تحبون كل هم و مرض.
اتمنى أن تكن قوي كما عرفناك يا عبدالرقيب، وأعلم بأننا جميعا معك وتهمنا صحتك و اثلجت صدورنا وقفة الناس حولك و حبهم اللامحدود لك، لا تبتئس يا صديقي باْذن الله ستكون بخير فخلفك رجال الشعيب، وعلى رأسهم كرماء العوابل وبخال وكل الشعيب الذين دائما سباقين لمساعدة المحتاجين، ولَم يخذلون احد يا صديقي فثق بالله يا عبدالرقيب وكن قوي أرجوك، ابتسم وكن قوي فلا تكسرنا بانكسارك، كلنا نتابع المنشورات و الصور التي تتحدث عنك كن بخير لاجل اهلك و أحبابك ولاجلنا يا صديقي، دعواتكم له بالشفاء و العافية .
#عادل_حمران

مقالات الكاتب