الإعدام على الهوية.. الحوثي يعاقب البهائيين في صنعاء
تحاكم مليشيا الحوثي، غدا الثلاثاء، 24 شخصاً من أتباع الطائفة البهائية في صنعاء؛ بتهمة الردة والتجسس لجهات خارجية، هو ما ينذر بصدور أحكام قد تصل إلى الإعدام بحق مواطنين أبرياء جريمتهم الوحيدة أنهم يختلفون دينيا مع العناصر المدعومة من إيران.
وأوضحت الجامعة البهائية العالمية، أن جلسة المحكمة تأتي ضمن سلسلة جلسات محاكمة صورية ذات دوافع دینیة، مشيرةً إلى أن المحاكمة جاءت لتلبية تعليمات من السلطات الإيرانية
وقالت ممثلة الجامعة البهائية العالمية باني دوجال "البهائيون المحتجزون في صنعاء أبرياء، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يخضعون له مصمم لجعلهم يعترفون بجرائم لم يرتكبوها".
وأوضح بعض المعتقلين أن الاضطهاد لا يستهدف إيذائهم والسجناء فحسب، بل بتجاوز ذلك ليصل إلى عائلاتهم وعشرات آخرین.
ومن جانبها دعت الولايات المتحدة المليشيات الإرهابية إلى اسقاط تهم موجهة ضد أتباع من الطائفة البهائية، وقالت إن 24 بهائيا سيمثلون أمام محكمة يمنية في جلسة جديدة الثلاثاء.
وأعرب السفير المتجول الأميركي للحريات الدينية الدولية سام براونباك عن قلقه من تقارير تفيد بقيام محكمة في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين باستدعاء أتباع البهائية مرة اخرى، والذين وجهت إليهم في عام 2018 تهما تتعلق بالردة والتجسس.
قال السفير الأميركي عبر حسابه على تويتر "نحثهم على إسقاط هذه الادعاءات والإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفي واحترام الحرية الدينية للجميع".
وفي شهر إبريل الماضي، أصدرت محاكم الميليشيات الحوثية حكماً بالإعدام بحق المواطن اليمني البهائي، حامد بن حيدرة، وهو من أبناء الأقلية البهائية في صنعاء،وذلك إرضاءً لطهران التي تشن منذ سنوات طويلة حملات اضطهاد منهجية وشديدة ضد البهائيين والذين يعتبرون ثاني أكبر مكون ديني في إيران.
وبحسب ما أفادت "منظمة المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين" وذوي المحكومين بالإعدام في ذلك التوقيت، فإن المحكمة اتهمت 22 بهائياً بنفس التهمة التي ستكون عقوبتها الإعدام، وأغلب هؤلاء المتهمون من السجناء الذين قضوا سنوات في المعتقلات منذ سيطرة الميليشيات الانقلابية على صنعاء.
وكانت محكمة الميليشيات الحوثية، أصدرت حكماً بإعدام المواطن اليمني البهائي، حامد بن حيدرة في 2 يناير 2018م حيث أصدر عبده إسماعيل حسن راجح أحد قضاة الحوثي، حكماً بإعدام "حامد بن حيدرة تعزيراً ومصادرة كافة أملاكه، كما حكم بإغلاق كافة المؤسسات والمحافل الدينية والثقافية للبهائيين.
ويبقى المحرك الحقيقي وراء ما يحدث للبهائيين في اليمن هو دافع طائفي للميليشيات الحوثية الذي يحاربهم بسبب اختلاف معتقدهم ويسعى إلى عملية تطهير طائفي ضد أتباع المعتقد البهائي.
وكان زعيم المليشيات الحوثية الإرهابية عبدالملك الحوثي قد قام في وقت سابق من هذا العام وعبر خطاب تلفزيوني تحريضي بمهاجمة وتشويه وذم الدين البهائي، ليزيد بذلك من حدة الاضطهاد المستمر ضد البهائيين في اليمن.
حيث اتهم عبدالملك الحوثي البهائية بأنها "وافد شيطاني" وبأنها "تشن حربا فكرية ضد الإسلام". وحث اليمنيين بالدفاع عن وطنهم ضد البهائيين وأتباع سائر الأقليات الدينية بذريعة أنهم "لا يقلون سوا وشرا وخطورة عمن يقتلون الناس بقنابلهم".
في عام 2016 وضمن ضمن حملة واسعة استهدفت البهائيين تم اعتقال أكثر من 60 امرأة ورجلا وطفلا كانوا يشاركون في فعالية تعليمية نظمها البهائيون.
وفي وقت سابق من هذا العام صدر حكم بالإعدام تعزيرا ضد حامد بن حيدرة البهائي المعتقل منذ 2013، وهو حاليا أحد البهائيين السته المسجونين في صنعاء بسبب معتقدهم. فبعد محاكة امتدت لفترة طويلة وأربع سنوات من الحبس في ظروف قاسية جدا أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام في جلسة منع من الحضور فيها.