بنت السودان وعدن .. قصة عشق لا ينتهي

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 01:23:30
testus -US
عدن - المشهد العربي - خاص

اظهرت لنا حرب مارس 2015  التي شنتها ميليشيا الحوثيين وصالح على عدن والجنوب معادن إنسانية نادرة وفريدة  ، سجلت حضورها ومواقفها بأحرف من نور إلى جانب أهل عدن في محنة الاجتياح الشمالي الثاني للجنوب  .

نسيبة الحسين بنت السودان الأصيل واحدة ممن كان لهم دور إنساني واغاثي كبير ، لم تجبرها الحرب الظالمة على ترك أهلها وناسها في عدن لتغادر المدينة ضمن جموع الهاربيين من أبناء الوطن نفسه ، الذين ظلوا يتشدقون في حبهم لعدن وقت السلم ، ليتروكها أسيرة الحرب عند أول طلقة رصاص  .

حينما دقت ساعة الصفر لإثبات الوفاء  لعدن فر الكثير هاربين وبقيت بنت السودان الشقيق تقف إلى جانب أهلنا في عدن لتطبيب جروحهم ومساعدتهم في تجاوز محنة الحرب الظالمة عليهم وما حل بهم من ابتلاء حمى الضنك والكوليرا وموجة النزوح التي شهدتها عدن عقب اجتياح المدينة الثاني من قبل نظام صنعاء الاحتلالي "الحوثي/العفاشي/الاخواني" .

من منا في عدن لا يعرف  "نسيبة الحسين" تلك السمراء الشامخة التي ظلت تجول بين أحياء عدن لمساعدة النازحين وتقديم الإغاثة الإنسانية لضحايا الحرب والمساعدة في الحد من توسع انتشار وباء الضنك والكوليرا عبر حملات التوعية الصحية وفرق الرش الضبابي وحملات النظافة ورفع القمامة وشفط المجاري وغيرها من الأنشطة التي كانت لمنظمة ادرا حضور مشرف  بشهادة الجميع .

نسيبة الحسين بنت السودان الأصيل تحب عدن وتعشقها حد الثمالة ولم تترك المدينة عقب الحرب كمثل المتشدقين الذين كانوا أول الفارين عقب اجتياح المدينة الثاني  بل عملت بكل شجاعة واخلاص لمساعدة النازحين والأهالي في ظل ظروف حرب صعبة وخطرة فيها  "حملت كفنها على كتفها" لمساعدة الأهالي  على وقع تساقط قذائف الهاون والمدفعية وصاوريخ الكاتوشا الحوثية العفاشية بداخل الإحياء السكنية المكتظة بالمدنيين .

المواقف الشجاعة والمشرفة لبنت السودان  في خدمة عدن والجنوب خصوصا - خلال وعقب وما بعد - حرب مارس 2015 لن تنسى من ذاكرة الوطن الجمعية فالتاريخ سيسجلها بأحرف من نور ولن ينسى أهل عدن والجنوب ما قدمه لهم الأشقاء السودانيين عبر الهلال الأحمر السوداني  وفي مقدمتهم بنت الحسين حفظها الله وزاد من أمثالها .

اتذكر عند نزولنا إلى البساتين مع الدكتور عبدالناصر الوالي  وفريق الهلال الأحمر السوداني ومنظمة ادرا لتدشين حملة الرش لمكافحة الضنك في أحياء البساتين بشمال عدن كانت نسيبة الحسين بنت السودان الأصيل هي المرأة الوحيدة المتواجدة معنا في ازقة وأحياء واسواق البساتين في وقت حرب وانفلاتات أمنية وتهديدات الجماعات الإرهابية تلاحقنا بكل مكان وزمان ، فكم هي شجاعة بنت السودان في عشقها وحبها لخدمة عدن والمساعدة بانتشالها من وضعها الكارثي حينئذاك .

 نسيبة الحسين اسم له تواجده المشرف في الحرب والسلم بذاكرة عدن الجمعية وفي البساتين حيث مقر عملها الدائم بمنظمة ادرا فجهودها وأعمالها الخيرية مقدرة ومحفوظة لدى جميع اهالي وسكان المدينة المسالمة وكذا اللاجئين ، ولها بذلك سجل حافل بالعطاء والتفاني والخير في دروب الأعمال الإنسانية جمعاء. 

لم يبرز اسم بنت السودان في مجال العمل الاغاثي والانساني بعدن والمحافظات المجاورة فقط بل إن اسمها برز كمدربة دولية في فض النزاعات وكذا حقوق الإنسان وحملات المناصرة  ، فدائما ما يبرز اسم نسيبة الحسين عند اي جائحة او ابتلاء يجتاح عدن تلك المدينة التي ترتبط ببنت السودان بقصة عشق لا تنتهي وللابد .

يا الله - كم هي عدن اليوم -  بحاجة إلى وفاء واخلاص وجهود أمثال نسيبة الحسين ، وعلى أبناء هذه المدينة المعذبة ان يتعلموا من بنت السودان حب الوطن والولاء للمدينة التي اعطتهم كل ما يتمنون ليكافؤها بالجحود والنكران .

تحية إجلال وتقدير لمثل هكذا نماذج نسائية قدمت وما زالت تقدم لعدن الكثير   بنت السودان واحدة من تلك النماذج الرائعة التي أثبتت بمواقفها تلك بأن عدن بالنسبة لها موطن وعشق سوداني آخر  .