مهام الجبواني الخبيثة.. تلميع الإصلاح ومعاداة الجنوب والتحالف
"تُحدّد الدساتير مهام الوزراء في أي دولة، يُفترض أن يكون شغلهم الشاغل هو العمل على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، كلٌ في مجال اختصاصه".. هذا الأمر البديهي لا تعرفه حكومة الشرعية التي تحوّل وزارؤها إلى أبواق تخدم أجندة ونفوذ حزب الإصلاح.
أحد هؤلاء الوزراء هو المدعو صالح الجبواني، فعلى الرغم من أنّ مهام منصبه يُفترض أن تجعله يولي اهتمامًا بقطاع النقل والمواصلات، إلا أنّ الرجل المدعوم من قطر والمموّل منها ينفذ أجندة إخوانية بامتياز.
الجبواني أصبح في الفترة الأخيرة، حريصًا على كتابة مقالات صحفية، والظهور في مقابلات تلفزيونية يعمل من خلالها للترويج ليساسات ونفوذ "الإصلاح"، بالإضافة إلى محاولة تلميع الحزب الإخواني بعدما فُضِح أمره على صعيد واسع.
ففي تصريحات الصحفية والتلفزيونية، يحاول الجبواني بكل ما ملكت يداه تحسين صورة حزب الإصلاح الإخواني، كما لا ينسى أبدًا أن يلقي بعديد الاتهامات ضد الجنوب وقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكثيرًا ما يظهر الجبواني بتصريحات عبر شبكات إعلامية إخوانية، وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية، ويوجّه فيها اتهامات للتحالف العربي بقيادة السعودية وكذلك الإمارات.
وبينما لم يكن الجبواني متصدرًا للمشهد بشكل كامل، فإنّ الرجل المموَّل قطريًّا قد برز دوره في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر الماضي.
ففي أعقاب الاتفاق، فقد ظهر الجبواني في أكثر من مناسبة يعمل فيه على غرس سموم إرهابه من أجل إفشال هذا المسار، خوفًا على مستقبل نفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا.
الجبواني كان قد عبّر عن معاداة الشرعية للتحالف بشكل مباشر وقد استقوى بالحوثيين، عندما قال في وقتٍ سابق، إنّه وزملاءه في حكومة الشرعية "المخترقة إخوانيًّا" واجهوا التحالف على مدار السنوات الماضية، وأكّد أنّهم مستعدون لاستمرار المواجهة حتى الموت.
تصريح الجبواني كشف عن حجم الاختراق الإخواني برعاية قطرية وتركية لحكومة الشرعية، وكيف أنّ هذا الفصيل حوَّل الحرب على الحوثيين إلى اتجاه آخر؛ خدمةً للمليشيات في المقام الأول، وأنّه حمل العداء منذ اليوم الأول للتحالف العربي، على الرغم من الدعم الهائل الذي قُدِّمه لها على الأصعدة السياسية والعسكرية وحتى المالية، إلا أنَّ هذا المعسكر سار في طريق الخيانة.
كما برهن الجبواني على توّجهه الإرهابي، وذلك من خلال وصفه لمن يعارضون سياسات وتوجّهات حزب الإصلاح ودولتي قطر وتركيا بـ"الخونة"، وذلك دفاعًا منه عن جماعة الإخوان الذي يدر ولاؤه إليها الكثير من الأموال والنفوذ.
مغازلة الجبواني للحوثيين لا تقتصر على مجرد التغريدات والرسائل البعيدة، فالوزير المتهم في قضايا فساد عديدة، سبق أن التقى رفقة المدعو أحمد الميسري عددًا من قادة المليشيات؛ لترسيخ مرحلة جديدة من التقارب الحوثي الإخواني الذي يُمثل طعنة شديدة الغدر من حكومة الشرعية بالتحالف العربي، وذلك برعاية قطرية وتركية مباشرة.
يعني كل ذلك أنّ الجبواني يمارس الكثير من الأدوار المشبوهة في حكومة الشرعية، فعلى الرغم من تعيينه وزيرًا للنقل ما يعني أنّ شغله الشاغل يتوجّب أن ينصّب على هذا القطاع المتردي، لكن الرجل يعمل فقط على معاداة التحالف والجنوب وترويج الأكاذيب والشائعات التي تخدم المعسكر الإخواني في "الشرعية".
ويعج قطاع النقل بالكثير من قضايا الفساد، تورّط الجبواني في بعضها، وتساهَل في التعامل مع أخرى بـ"الصمت المذنب".