منع أعضاء الانتقالي من العودة لعدن.. انضباط سياسي وتضامن شعبي
لم يكن منع عودة أعضاء المجلس الانتقالي إلى العاصمة عدن خلال الساعات الماضية، إلا بمثابة تحريكٍ لدعم كبير حظيت به القيادة الجنوبية في هذه المرحلة الفاصلة.
المجلس الانتقالي الجنوبي، طالب قيادة التحالف العربي، توضيحات حول أسباب منع رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق المجلس في لجنة تنفيذ اتفاق الرياض، من العودة إلى أرض الوطن.
وقال المتحدث باسم المجلس نزار هيثم، إنّ جهات الاختصاص بمطار الملكة علياء الدولي بالأردن، أبلغتهم برفض قيادة التحالف العربي منح الطائرة التي ستقلهم إلى العاصمة عدن تصريحا، وأن هناك تعميمًا من التحالف يتضمن قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي ومدير أمن العاصمة عدن، لمنعهم من السفر إلى العاصمة.
وأضاف أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي طلب من قيادة التحالف العربي إدراك ما سيترتب على القرار من انعكاسات داخلية على جميع الأصعدة بما في ذلك جهود إحلال السلام.
وأشار إلى أنّ رئاسة المجلس الانتقالي ولجانه التزمت في اتخاذ منهج التعاون البنّاء تجاه تنفيذ اتفاق الرياض بالرغم من تقاعس الطرف الآخر في تنفيذ التزاماته متجاوزا كافة الفترات الزمنية المحددة للمحاور.
وأوضح "المتحدث" أنه يأمل من جماهير الشعب الجنوبي العظيم وقواته الجنوبية الباسلة ضبط النفس لحين استيفاء قيادة المجلس الخطوات التوضيحية مع قيادة التحالف العربي.
بيان المجلس الانتقالي حمل التزامًا كاملًا وضبطًا للنفس، في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من عمر القضية الجنوبية، لا سيّما أنّ القيادة دعت شعبها للهدوء، ما يبرهن على أنّ المجلس حريصٌ كل الحرص على الهدوء والاستقرار وإحلال السلام على مدار الوقت.
في الوقت نفسه، فإنّ هذا المنع "مجهول السبب" إلى الآن، حرّك موجةً من الدعم للمجلس الانتقالي، فقد أدان عضو هيئة رئاسة المجلس عمرو البيض، إعاقة فريق التفاوض للمجلس الانتقالي الجنوبي من العودة للعاصمة عدن، مؤكدًا أن ذلك سيزيد من التصدع الواقع على تنفيذ اتفاق الرياض وسيؤثر بشكل مباشر على عملية السلام.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "إعاقة فريق التفاوض للمجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى عدن ستزيد من التصدع الواقع على تنفيذ اتفاقية الرياض وسيؤثر بشكل مباشر على عملية السلام".
وأضاف: "لا استطيع أن افهم أيضًا منع مدير أمن عدن من العودة في ضل التحديات الأمنية الخطيرة".
كما علق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عدنان الكاف، على الواقعة قائلًا: "لا يجوز حرمان أحد، تعسفا، من حق الدخول إلى بلده المادة (١٢/٤) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".
وقال الكاتب الصحفي ياسر اليافعي، إن منع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى العاصمة عدن مرفوض ومدان ومستنكر، مُطالبًا بتصعيد شعبي للحفاظ على تضحيات الجنوبيين بعد تلك الأحداث.
وكتب في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "منع قيادة المجلس الانتقالي من العودة إلى عدن عمل مرفوض ومدان ومستنكر، أن تمنع بطل من العودة إلى أرضه وتسمح لفاشل مثل علي محسن يتجول في سيئون عقب سقوط الجوف هذا الفشل بعينه".
وأضاف: "لا بد من تصعيد شعبي للحفاظ على التضحيات من الاستهتار الحاصل اليوم".
الكاتب الصحفي وضاح بن عطية أكّد أنّ هناك قيادة وطنية تمثل الجنوبيين أثبتت مواقفها عندما هرب الآخرين من مواجهة مليشيات الحوثي وقاومته حتى هزمته.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "نحن معانا قيادة وطنية تمثلنا وأثبتت مواقفها عندما هرب الآخرين من مواجهة الحوثي وقاومته حتى هزمته ثم واجهت الإخونج وانتصرت بأعجوبة من كل المفخخات والأحزمة الناسفة فمن يرى أن قيادتنا المفوضة من الشعب مقصرة أو خاضعة فهو حر ولكنه عبد للعبيد إذا ذهب إلى حضن العدو أو يحركه العدو".