الجنوب والتحالف.. سنواتٌ من التضحية

الجمعة 13 مارس 2020 18:32:23
testus -US

على مدار السنوات الماضية، كان الجنوب هو الداعم الأول للتحالف العربي في مكافحته للإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية.

الجنوب، عبر قواته المسلحة، قدّم الكثير من التضحيات في محاربة الحوثيين، وقد انخرط إلى جانب التحالف العربي في الصفوف الأولى طوال سنوات الحرب.

يُستدل على هذا الواقع بنتائج العمليات والبطولات التي قدّمتها القوات الجنوبية عبر طرد الحوثيين من الجنوب شر طردة، واستئصال التنظيمات المتطرفة من أراضيه، دعمًا لجهود التحالف العربي في مكافحة الإرهاب.

في المقابل، فإنّ الواقع العسكري برهن على أنّ التحالف العربي لا يمكنه التعويل على حكومة الشرعية وهي في ظل الاختراق الإخواني عبر حزب الإصلاح فيما يتعلق بالحرب على المليشيات الحوثية، وهذا يرجع إلى أنّ حزب الإصلاح الإخواني ارتكب كثيرًا من الخيانات عبر تسليم مواقع استراتيجية وتجميد جبهات أخرى على النحو الذي مثّل خدمة مباشرةً للحوثيين في صفقات مفضوحة بين هذين الفصيلين الإرهابيين.

الدليل الأكثر وضوحًا على ذلك هو ما جرى في محافظة الجوف مؤخرًا، بعدما تآمرت حكومة الشرعية المخترفة إخوانيًّا من أجل تسليمها للحوثيين، وهو أمرٌ لم يمكن مستغربًا بأي حالٍ من الأحوال امتدادًا لسياسات كثيرًا ما نفّذتها هذه الحكومة على مدار السنوات الماضية؛ طعنًا وغدرًا بالتحالف العربي.

هذا الوضع يتوجب أن يتذكره التحالف العربي دائمًا، ليحافظ على نجاحاته العسكرية، وأن يعي جيدًا أنّ الجنوب يقف إلى جانبه في مكافحة الإرهاب، خلافًا لـ"خيانات الشرعية".

والحديث هنا عن واقعة منع أعضاء المجلس الانتقالي من العودة إلى العاصمة عدن، التي فجّرت عاصفة غضب شعبي على مدار الساعات الماضية.

تعقيبًا على ذلك، يُشدِّد المحلل السياسي والعسكري العميد خالد النسي الذي على أهمية جهود الجنوب إلى جانب التحالف العربي.

النسي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يا آل جابر الجنوب أكبر من شلة الشرعية والجنوبيين وقفوا إلى جانب التحالف وإلى جانب السعوديه بالتحديد ودفعوا ثمن موقفهم والجنوبيين لديهم هدف أسمى".

وأضاف: "أكبر من هذا وهو عودة وطنهم ولن تقف في طريقهم خفافيش الظلام واذا انت تراهن على سيطرتهم على الجنوب فرهانك خاسر وهذا ستثبته الأيام قريبًا".

بدوره، أكّد المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، أنّ قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والسعودية هم الوحيدون القادرون على تصحيح الأوضاع في الجنوب.

لقور قال في تغريدة على "تويتر": "في ظل أوضاع عالمية معقدة وتراجع الصراع في المنطقة وراء الأضواء جاءت حادثة منع قيادات انتقالية من العودة لتعيد هذا الصراع للواجهة إقليميًّا".

وأضاف: "توجيه الغضب الجنوبي إيجابيًّا يحتاج تصحيح الأوضاع على الأرض حتى تمس مباشرة حياة الناس وهذا ليس بمقدور أحد فعله إلا قيادتي الانتقالي والسعودية".