فشل مخطط الوهم
عادل المدوري
الوهم مازال يعشعش في أذهان البعض من السياسيين وبالذات قيادات العقود الماضية الذين يعتقدون أن القتل والدمار والإحتيال على الناس ستعيدهم إلى السلطة ويقبل رجال الخنادق أن تقودهم رجال الفنادق، مع العلم إنهم جميعاً هربوا من ميادين الشرف والبطولة وكانوا سبب في الهزائم والإنكسارات والخيانة التي يتلقاها جيشهم، وسبب لكل مشاكلنا العسكرية والسياسية حتى اليوم، ولو كان فيهم خير لشعبهم لوقفوا إلى جانبه وقاتلوا ووفروا له مايحتاج لكنهم عالقون في الأماني والسراب.
نحن اليوم في واقع مختلف لا يفهمه الواهمون، فزمن الوهم وشراء الذمم وعقد الصفقات والمتاجرة بدماء الشهداء ولى إلى غير رجعة، والتحايل على الشعوب لم يعد يجدي نفعاً، حتى وأن شعروا بأن لديهم قوات ومعسكرات خاصة بهم تشكلت بالمال السياسي الحرام، لكنهم غثاء كغثاء السيل، فهذه القوات لن تفيدهم ولن يقف معهم أحد أوقات الشدة، فكل ما لديهم من مرتزقة هم ضعاف الأنفس وبياعون الضمير وهؤلاء لن يضحوا بأنفسهم من أجل راتب زهيد، فلربما يجدون عند الآخرين أكثر مما يمنحهوهم وسيتركونهم.
لذلك زمن اللعب والمخططات الواهمة أنتهى وماهو ثابت وباق هو الشعب بكافة شرائحة وفئاته وما يختاره الشعب في الشمال والجنوب لن يستطيع أحد تغييره، ونحن نشهد اليوم إنبثاق عصر جديد في الجنوب أصبح واقعاً لن يسمح الشعب بتغييره، كذلك الشمال هناك ملامح تتشكل مع إقتراب سيطرة الحوثيين على مأرب، وستتجلى الصورة أكثر عندما يطهر المجلس الإنتقالي الجنوبي شبوة وحضرموت من الإرهابيين وداعش والقاعدة.
رسالة إلى الذين مازالوا مسحورون من القيادات التي ترسم لهم المخططات الواهمة ويسعون لتنفيذها على إستحياء هنا وهناك من خلال أجنده كارثية، إنتبهوا ونحن لكم من الناصحين فالمسارات محفوفة بالمخاطر فأفعالكم قد تشعل الحرب داخل مناطق يفترض أنها سلمت لأبنائها لإدارتها وتنميتها، لوجه الله لا تطلقوا النيران على أقدامكم فاللعبة أنتهت ولا تأمنوا غضب الشعب.