جبهة الضالع.. حرب وجودية تخوضها القوات الجنوبية ضد المليشيات الحوثية
تجذب محافظة الضالع، الأنظار حول المعركة الوجودية التي تخوضها القوات الجنوبية في الدفاع عن أراضيها وصد المليشيات الحوثية التي تستهدف النيل من أمن الجنوب واستقراره.
ففي الساعات الماضية، شهدت جبهات محافظة الضالع هدوءًا حذرًا بعد معارك ضاربة بين القوات الجنوبية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وقالت مصادر عسكرية إنّ الهدوء يسود جبهات الضالع في هذه اللحظات بعد مواجهات ضاربة خاضتها القوات الجنوبية في محور الضالع, تخلله قصف مدفعي حوثي بعد الحين والآخر في جبهات مريس والحشا والعود.
واستهدفت قذائف مدفعية القوات الجنوبية ، شمال مريس وبتار وحبيل يحيى و هجار والفاخر, حيث تحاول المليشيات أن تستحدث مواقع جديدة في هذه المناطق, لكن دون إحراز أي تقدم يذكر.
ميدانيًّا أيضًا، استهدفت مدفعية القوات الجنوبية عتاد لمليشيا الحوثي في بلدة "حبيل يحيى" وتمدنت من تدمير جرافة حوثية هناك.
وتكبدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة في الضالع , ووصل إلى مستشفيات إب أعداد كبيرة من جثث الحوثيين.
وأمس الأول الخميس، قصفت القوات المسلحة الجنوبية، مواقع عسكرية حوثية في قطاع الفاخر شمال غربي الضالع.
مصادر عسكرية قالت إنَّ مدفعية القوات الجنوبية شنّت قصفًا عنيفًا على عددٍ من المواقع التي تتخذها المليشيات الحوثية كمخازن للأسلحة وثكنات لعناصرها.
وأضافت المصادر أنّ عملية الاستهداف التي نفذتها مدفعية القوات الجنوبية أدت إلى تدمير عددا من المواقع الحوثية.
وطوال الأشهر الماضية، أبلت القيادة الجنوبية أحسن البلاء نحو تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، حيث تجلّى التفوق الجنوبي على الصعيد العسكري، في امتلاك الجنوب قوات مسلحة باسلة قادرة على حماية الأرض وطرد الأعداء وتلقينهم دروسًا قاسية حول الدفاع عن الوطن.
انتصارات القوات الجنوبية على الحوثيين ترفع الهِمة وتزيد العزيمة لشعب الجنوب حول عدالة قضيته، وتُعلِي من ثقة شعبه بأنّ قيادته السيايسة والعسكرية لن تحيد عن مطلبه مهما كثرت وتزايدت التحديات على مدار الوقت.
كما أنّ هذه البطولات العسكرية تلقِّن كافة الفصائل والتنظيمات الإرهابية التي تتربص بالجنوب وتسعى للنيل من أمنه واستقراره كثيرًا من الدروس القاسية، بأنّ الموت والهلاك في انتظار كل من تسوِّل له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن وشعبه.
ويبقى الرهان الرابح دائمًا في ظل كل هذه التحديات هو التكاتف الكبير بين شعب الجنوب وقيادته السياسية، وهو تكاتفٌ يُعوَّل عليه كثيرًا من أجل تحقيق الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة، وهو حلمٌ حتمًا سيرى النور عمّا قريب.
ويمكن القول إنّ مجريات التطورات العسكرية برهنت على أنّ مكافحة الإرهاب واستئصاله بشكل كامل تكون عبر التعويل على القوات الجنوبية التي أبلت أحسن البلاد في مكافحة التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.
يُستدل على هذا الواقع بنتائج العمليات والبطولات التي قدّمتها القوات الجنوبية عبر طرد الحوثيين من الجنوب شر طردة، واستئصال التنظيمات المتطرفة من أراضيه، دعمًا لجهود التحالف العربي في مكافحة الإرهاب.
في المقابل، فإنّ الواقع العسكري برهن على أنّ التحالف العربي لا يمكنه التعويل على حكومة الشرعية وهي في ظل الاختراق الإخواني عبر حزب الإصلاح فيما يتعلق بالحرب على المليشيات الحوثية، وهذا يرجع إلى أنّ حزب الإصلاح الإخواني ارتكب كثيرًا من الخيانات عبر تسليم مواقع استراتيجية وتجميد جبهات أخرى على النحو الذي مثّل خدمة مباشرةً للحوثيين في صفقات مفضوحة بين هذين الفصيلين الإرهابيين.