بالصور :احتفال حاشد في المكلا احياء للذكرى الرابعة للهبة الشعبية الحضرمية
السبت 30 ديسمبر 2017 22:03:00
شهدت مدينة المكلا عصر اليوم احتفالات كبيرة وحاشدة احياء للذكرى الرابعة لاستشهاد مؤسس حلف حضرموت الشيخ سعد بن حمد بن حبريش وقيام الهبة الشعبية الحضرمية , حيث تقاطر منذ صباح اليوم الباكر أبناء محافظة حضرموت من كل المناطق والمديريات ساحلًا وواديًا وهضبة وصحراء ، فيما لبست المدينة أبهى حلتها ، ونشرت إعلام حلف ومؤتمر حضرموت الجامع على السيارات وفي بنايات وأعمدة الإنارة والطرقات العامة والفرعية واليافطات المعبرة عن عظمة الاحتفاءً بهذه المناسبة.
واحتضنت الساحة العامة بكورنيش مدينة المكلا بحي السلام إقامة احتفالية رسمية ومهرجان جماهيري حاشد حضره محافظ محافظة شبوة اللواء علي بن راشد الحارثي والوفد المرافق له ووكيل أول حضرموت رئيس حلف ومؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو علي بن حبريش العليي ووكيل المحافظة لشؤون الساحل والهضبة الدكتور سعيد عثمان العمودي والوكيل المساعد لشؤون الصحراء الشيخ محمد صالح بن جربوع الصيعري وقيادات السلطة المحلية والمسؤلون في المكاتب والمؤسسات والمصالح الحكومية والقيادات العسكرية والامنية وأصحاب الفضيلة العلماء والمقادمة والشيوخ والوجهاء والأعيان والشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من ابناء حضرموت.
وفي المهرجان حيا محافظ شبوة الذكرى الرابعة للهبة الشعبية الحضرمية متقدمًا بالتهاني والتبريكات على نجاح فعاليات الاحتفالات بهذه المناسبة وما حظيت به من مشاركة واسعة من مختلف أطياف وشرائح المجتمع في حضرموت.
وقال : " أنه لمن دواعي سرورنا نحن أبناء محافظة شبوة ان نشارككم احتفالاتكم بذكرى الهبة الشعبية التي انطلقت ضد الظلم والطغيان وقدمت حضرموت خيرة ابنائها وفي مقدمتها الشهيد سعد بن حبريش وكل شهداء حضرموت ونجدها مناسبة أن نترحم على أرواحهم الطاهرة كما نترحم على شهداء الذين قدموا ارواحهم لتحقيق النصر على المليشيات الحوثية منوهًا إلى أن هذه المناسبة تأتي ونحن نعيش في محافظة شبوة احتفالات عظيمة بانتصارات جيشنا ومقاومتنا على المليشيات الايرانية الارهابية وطرد اخر فلولهم من المحافظة , معتبرًا ذلك شرف عظيم لأقليم حضرموت.
وأضاف : " ولولا الله ودعم ومتابعة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وتضحيات ابنائنا ما كان لهذا النصر أن يتحقق" , شاكرًا اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة .
وطالب محافظ شبوة فخامة رئيس الجمهورية بصورة عاجلة بإصدار قرار رئاسي بإعلان اقليم حضرموت مشيرًا إلى أن ذلك مطلب اساسي وهو مستقبلنا الذي نعول عليه, مؤكدًا بأن شبوة وحضرموت جزء لا يتجزاء من بعض وهدفهم ومصيرهم وقضاياهم واحدة وبأنهم لن يسمحوا لأحد أن يفرق بينهم وأن يأثر على نسجمهم الاجتماعي الضارب في أعماق التاريخ من الآف السنين وما يربطهم من وشائج النسب الواحد.
كما القى الشيخ عمرو بن حبريش العليي كلمة رئاسة حلف ومؤتمر حضرموت الجامع حيا فيها هذه المناسبة العظيمة والحشود القادمة من كل بقاع حضرموت التاريخية المترامية الاطراف متقدمًا بالشكر والعرفان لهم جميعًا وفي الوقت ذاته حيا تضحيات أبائنا وأجدادنا وجيلنا الراهن وكل الشهداء الذين أرتوت بدمائهم أرضنا الطاهرة في المدن والسواحل والبوادي والهضاب والصحراء وعلى طول وادينا الخصيب وادي حضرموت العظيم ، كما حيا روح الشهيد سعد بن حبريش ورفاقه والشهيد عمر بازنبور وشهداء الهبة والنخبة الحضرمية وشهداء الحراك الجنوبي وشهداء حضرموت وأبطال معركة عبول ومواقع استخراج النفط حيث تواجدت قوات ظالمة لم تكتف بأكل السحت من أموال فقرائنا , بل تدخلت في خصوصيات مجتمعنا المحلي وتفاصيل حياتنا , مشيرًا إلى أن الرد جاء مزلزلًا وانهارت عنجهية الظالمين تحت ضربات أبطالنا الأشاوس وتهاوت غطرستهم بشكل متواز في أيام أمام صلابة من حمل روحه على كفه بأيد خالية من السلاح وأمام من امتشقوا سلاحهم الشخصي وسجلوا أدق الاصابات في مواقع متعددة في القوات الباغية.
وقال : لقد مرت أربع سنوات وهي أيام قليلة في عمر الشعوب ولكنها تقاس بعظمة الأحداث التي شهدتها بلادنا وحجم الإنجازات التي تحققت فأنها تعادل عقود بل قرون من السنين , موضحًا بأن اليوم و لأول مرة في تاريخ حضرموت الحديث تتشكل قوات عسكرية بقيادات حضرمية خالصة بقيادة محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني تحملت بشرف ونزاهة حماية حضرموت ومصالح أبنائها على جزء كبير منها ، وتسعى أكثر من أي وقت مضى لتمتد لنشر الأمن والسكينة في كل أرجاء حضرموت وتكون عونا للأشقاء في المحافظات المجاورة والأشقاء خلف حدودنا في الجزيرة العربية لنرد الوفاء للتحالف العربي الذي أضطلع بدور تاريخي في دعم حريتنا وحمى حضرموت من الغزو الذي عانينا منه طويلًا واقتلاع جذور الارهابيين الذين عبثوا بأمن ومصالح المجتمع.
وأضاف الشيخ بن حبريش : "نقولها بكل فخر واعتزاز لقد أصبحت حضرموت اليوم وبتوفيق من الله وبتضحياتكم أنتم , رقم حقيقي في المعادلات الوطنية والاقليمية بما حباها الله من وسطية واعتدال ونكران للذات إضافة إلى المكانة الجغرافية والاقتصادية والخيرات المادية التي يتوسطها شعب عظيم أتسم بالشرف والأمانة وحمل رسالة الخير والسلام إلى كل أصقاع الأرض وشهدت له بها شعوب الأرض بالمشارق والمغارب". لافتًا إلى اننا جميعا من مواقعنا المختلفة في السلطة المحلية وحلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع وكل المكونات الحضرمية نعبر عن اعتزازنا بجهودكم الجبارة لمكافحة مخلفات الماضي من فساد ومحسوبية واهمال وسلبيات عديدة وهي جزء من تركة ثقيلة كان المقصود منها تكبيل شعبنا وإعاقة استعادته لحقوقه في السلطة والثروة وموروثه الثقافي، وشاءت الاقدار أن يكون على عاتقنا نحن هذا الجيل الاضطلاع بهذه المهمة النبيلة والتاريخية.
وقال : "ربما لا يرى الكثير منا ما تحقق من منجزات ومكاسب خلال السنوات الأربع الماضية بالنظر لما عانته حضرموت من المخلفات السابقة ومن عبث القوى الارهابية التي جثمت عامًا كاملًا على صدر هذه المدينة وساحل حضرموت وامتداده شرقًا وغربًا إلا أن ارادتكم , وبتوفيق من الله كانت هي الاقوى" , مبينًا بأن "اليوم والحمد لله في ساحل حضرموت والهضبة بما في ذلك مناطق المنشآت النفطية ننعم بالأمن والاستقرار وهذه نعمة من الله ينبغي أن نحافظ عليها وأن نسعى جاهدين لإحلال الأمن والسكينة في كل ربوع حضرموت، كما أن حرب الخدمات كانت من أشد الحروب وطأة على كاهل مواطنينا في شدة الصيف الماضي ولكن وبجهود الجميع ودعم السلطة المحلية والدولة المركزية برئاسة الأخ المشير عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة نسعى جاهدين لاجتياز هذه الأزمة بشكل نهائي وإن شاء الله نتغلب قريبًا على مشاكل السيولة النقدية وتعثر صرف المرتبات وتخفيف وطأة البطالة وتدني مستوى المعيشة بأسبابها المختلفة ومنها انهيار العملة وظروف الحرب" منوهًا إلى أن "كل هذا لن يتم إلا بتعاون وجهود الجميع ونبذ الخلاف والمشاحنات وتوجيه كل الطاقات من أجل البناء وتجاوز المعوقات".
وأوضح الشيخ عمرو بن حبريش بأن كل العوامل والظروف كانت هاجسًا يشغل بالنا جميعًا ولهذا جاءت تلك الهبة الشعبية بعد استشهاد المقدم سعد بن حبريش وامتدادها قرارات مؤتمر وادي نحب ثم مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع الذي أنعقد في ٢٤ ابريل الماضي وكانت محل إجماع وطني , مبينًا بأن لدينا الكثير مما نريد أن نقوله ولكن لا نريد الاسراف في الوعود ونفضل أن تتحدث الانجازات عن نفسها ولكننا متفائلون وواثقون أن سفينة حضرموت التي أبحرت وسط امواج عاتية ستتغلب على كل هذه الصعوبات ولن تعود إلى الخلف مهما كلفنا ذلك من تضحيات. وقال اننا في الوقت الذي نرحب بالاستجابة الطفيفة لبعض مطالب حضرموت التي حددتها مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع فأننا نؤكد من جديد تمسكنا بكل حقوقنا في إدارة بلادنا وتمتع مواطنينا بنصيب وافر من ثرواتنا كما حددت ذلك مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع بوصفها برنامجنا ولن نحيد عنها حتى تحقيقها بالكامل والانتقال إلى آفاق أوسع من بسط أيدينا على أرضنا ومقدراتها بما يكفل الحياة الكريمة لمواطنينا.. محددًا في هذا الاتجاه تعزيز قوات النخبة الحضرمية والأمن العام وايلائهما الدعم اللازم من حيث التجهيز والتدريب وتوسيع نطاق مهامهما لتشمل كل ربوع حضرموت العزيزة وتخفيف معاناه المواطنين من حيث توفير السيولة النقدية الكافية لضمان انتظام صرف المرتبات في وقتها والعمل على ايقاف انهيار العملة واتخاذ ما يلزم لتعزيزها بما يكفل تحسين الحياة المعيشية للمواطنين بالإضافة إلى التأكيد على التمسك بتسليم نصيب حضرموت من ثروتها النفطية بما لا يقل عن50% وفقًا وما جاء في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع وتوريدها لفرع البنك المركزي بحضرموت لتكون تحت تصرف قيادة المحافظة, وإيجاد حلول للبطالة المتفشية وتوفير فرص عمل للشباب الخريجين والعاطلين عن العمل وإعادة المسرحين قسرًا من أعمالهم ممن مازالوا في سن الخدمة القانونية إلى أعمالهم أو توفير بدائل لاستيعابهم بالإضافة إلى التوقف عن تحميل المواطنين أعباء إضافية بفرض زيادات في الأسعار أو ضرائب وغيرها، والعمل على إيجاد مصادر أخرى لتسد العجز دون اثقال كاهل المواطن بأعباء إضافية على أن تتحمل الدولة الجزء الأكبر من هذا الأمر بحكم مسؤوليتها أمام الله ثم الشعب.
وأكد الشيخ بن حبريش على ترابط أبناء حضرموت مع النضالات المشروعة لإخواننا على امتداد المحافظات الجنوبية داعيًا إلى المزيد من التنسيق والتشاور للوصول الى الأهداف المشتركة , مذكرًا بأن حضرموت التي أصبحت جزء اساسيا من التحالف الوطني والعربي لمواجهة التمرد والارهاب تحت قيادة السلطة الشرعية، لن تألوا جهدًا في سبيل استتباب الأمن ومحاربة التطرف والارهاب وستظل شريكا اساسيا في نشر مبادئ الخير والسلام وتعميق العلاقة الطيبة مع الاشقاء في المنطقة , وفي الوقت ذاته يجب على الجميع ان يدرك بان حضرموت اليوم وبجدارة و اقتدار لن تقبل باي شكلا من الاشكال التهميش و الاقصاء او الانتقاص من حقوق ابناءها .
وتخلل المهرجان فقرات تراثية وفنية متنوعة وقصيدة شعرية معبرة للشاعر أديب البخيت العامري.