الحوثيون وقصف خزانات المياه.. مليشياتٌ تعبث بالحياة
في الوقت الذي تُشدِّد فيه مختلف التقارير الدولية على أهمية المياه فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا لغسل اليدين جيدًا على مدار الوقت، فإنّ ملايين اليمنيين يجدون معاناة شديدة في إيجاد أبسط مقومات الحياة في ظل جرائم المليشيات الحوثية.
ففي واقعة مروعة تبرهن الاستهتار الحوثي إزاء احتياجات السكان، فقد قصفت المليشيات خزان المياه الرئيسي المغذي لمعظم سكان مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية.
مصادر محلية قالت إنّ المليشيات الموالية لإيران استهدفت خزان مياه الشرب بسلاح عيار 23، ما أدى إلى تسرب المياه نتيجة الأضرار الكبيرة في جدران الخزان الذي يستفيد منه 60 بالمئة من السكان.
واستنكر الأهالي بشدة هذه الجريمة التي طالت المياه، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوضع حد للمليشيا التي تقوم بقصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية وزرع الألغام في الطرقات والمزارع.
ويعتمد سكان مديرية التحيتا على الخزان الرئيسي للحصول على المياه، ولا يستطيعون شراءها من الآبار الخاصة بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يمرون به وفقدانهم لأعمالهم ومحاصيلهم الزراعية التي دمرتها مليشيا الحوثي.
وتخضع محافظة الحديدة لهدنة مفترضة تشرف عليها بعثة أممية خاصة هناك، إلا أن المليشيا الحوثية، تخرق وقف إطلاق النار باستمرار دون أن تستثني المدنيين والمنشآت المدنية.
كشفت فيه العديد من التقارير والبيانات عن أزمات ضخمة يواجهها السكان بسببب نقصان المياه في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية منذ اندلاع الحرب العبثية في صيف 2014.
ويواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.
وكانت منظمة أوكسفام" للإغاثة الدولية قد كشفت في وقتٍ سابق، عن اضطرار 11 مليون شخص للاعتماد على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود في سبتمبر الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أنَّ اضطرار خفض الاستهلاك جرى في ثلاث مدن رئيسية وهي إب وذمار والمحويت، فيما أُجبرت شبكات المياه المركزية على الإغلاق التام.
كما اضطرت "أوكسفام" إلى قطع المياه التي توفرها عبر الشاحنات عن آلاف المستفيدين بسبب زيادة أسعار الوقود، فيما تعمل شبكات المياه التي بنتها المنظمة، التي تزود ربع مليون شخص، بنحو 50% فقط من طاقتها.
وصرّح مدير مكتب "أوكسفام" باليمن محسن صدّيقي، في وقتٍ سابق، بأنّ أزمة الوقود تؤثر على كافة مجالات حياة الناس، لكنّها ليست أكثر أهمية من نقص المياه النظيفة بالنسبة للملايين من اليمنيين الذين يصارعون الجوع والمرض بشكل حقيقي للبقاء على قيد الحياة.
وبين حينٍ وآخر، تتلاعب المليشيات الحوثية بالمشتقات النفطية بعد تمكنها من السيطرة على مفاصل شركة النفط في صنعاء وتعيين قيادات محسوبة عليها في الفروع والمنشآت الحساسة، حيث عيّنت مديرًا تنفيذيًّا محسوبًا على المليشيات في خطوة تهدف إلى السيطرة على كافة قرارات الشركة لتلجأ بعد ذلك لفتح أكثر من 20 شركة محلية للخدمات النفطية وإعطاء هذه الشركات صلاحيات متكاملة لاستيراد النفط، وتم تعطيل مهام شركة النفط، وسحب امتيازها.