إفريقيا تزيد عزلة قطر رغم الاستثمارات الضخمة
الثلاثاء 2 يناير 2018 04:35:02
حققت دول الرباعي العربي، الداعية لمكافحة الإرهاب، انتصارات متتالية على قطر في إفريقيا، رغم ما تبذله الأخيرة من استثمارات طائلة، لاستمالة دول القارة السمراء.
وقائع انتصار الرباعي العربي على الدوحة، كشف عنها معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، والتي تتمثل في فشل زيارة تميم بن حمد للسنغال، واستمرار دول إفريقية أخرى في قطع علاقتها مع قطر، وأخيراً دعم الإمارات والسعودية لجهود مكافحة الإرهاب، التي يبذلها تجمع دول الساحل الإفريقي.
السعودية تقدم إسهاماً بنحو 100 مليون يورو، لدعم القوة المشتركة لدول الساحل الإفريقي لمحاربة الإرهاب، فيما قدمت الإمارات إسهاماً بقيمة 30 مليون يورو.
يقول رئيس «معهد الاستشراف والأمن في أوروبا» المحلل الفرنسي إيمانويل دوبي، إن استراتيجية قطر التي تعتمد على دفع استثمارات ضخمة في إفريقيا لكسر عزلتها إقليمياً، فشلت بشكل واضح.
وتحت عنوان «قطر في مواجهة الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب بإفريقيا»، أوضح المحلل الفرنسي لمجلة «لوبوان» الفرنسية، أن قطر سعت إلى إفريقيا لكسر عزلتها، وهو ما توّج بفشل ذريع.
فبعد أيام من بداية الأزمة مع قطر، قررت بلدان إفريقية، قطع علاقاتها مع الدوحة بعدما ثبت لها ضلوع تلك الإمارة في زعزعة استقرارها، وعملت على تقويض نفوذها في المحيط الإفريقي، وهي الخطوة التي اتخذتها تشاد، وموريتانيا، والسنغال، والنيجر، وجزر القمر، والجابون.
وجاءت زيارة أمير قطر إلى السنغال في 20 ديسمبر الجاري، لتؤكد عزلتها إفريقياً، حيث لقي استقبالاً فاتراً من الرئيس السنغالي ماكي سال، ما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، رغم أن الميعاد المحدد للزيارة 48 ساعة، في إطار جولة لست دول من غرب إفريقيا.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة سنغالية عن أن أمير قطر يبدو أنه كان غير مرحب به، خلال زيارته للبلاد التي غادرها سراً قبل الميعاد المحدد لإنهائها، مرجحة أسباباً عدة، أبرزها أزمة «كريم واد» نجل الرئيس السابق.
وتحت عنوان «أوميرتا أمير قطر.. الغموض حول الزيارة السريعة لتميم» (أوميرتا مصطلح يشير إلى المافيا)، أشارت صحيفة «سان ليميت.سن» الناطقة بالفرنسية إلى أن أمير قطر غادر داكار، بعد زيارة أقصر مما كان متوقعاً لها، وذلك بعد لقائه رئيس البلاد، ماكي سال، وطرحت العديد من التساؤلات قائلة: «ماذا يمكن أن يكون السبب للمغادرة السريعة سراً لأمير قطر للبلاد؟ وماذا دار خلال لقائهما؟ هل قضية كريم واد هي المشكلة؟ ما الجحيم الذي اقترفه تميم ليعامله سال هكذا؟».
ورجحت الصحيفة أمراً واحداً هو أن زرع الدوحة الفتنة في السنغال السبب الرئيس المعكر لصفو العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو الذي بدا واضحاً بين داكار والدوحة، خلال الزيارة التي لم تشهد المؤتمر الثنائي التقليدي للرئيس والأمير.
وأضافت الصحيفة أنه «بمجرد وصول الأمير القطري في ساعات متأخرة من المساء، أعلن في خطاب مقتضب مزيداً من التعاون بين البلدين دون إبداء تفاصيل، وغادر في الصباح المبكر رغم أن الزيارة كان مقرراً لها 48 ساعة، قائلة: «غادر الأمير القطري بمرور البرق».
وعادت الصحيفة السنغالية، قائلة إن «هذه الواقعة جاءت بعد ستة أشهر من اتهام دول عربية وإفريقية عدة الدوحة بزعزعة استقرارها، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وبحسب المراقبين، فزيارة تميم كانت إحدى محاولات كسر العزلة، إلا أنه يبدو أنها باءت بالفشل، وعلى الدوحة أن توقف دعمها للإرهاب لإرجاع تلك العلاقات».
وتدعم الدوحة الجماعات الإرهابية في إفريقيا، عبر مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما تيقنت منه دول القارة، وانعكس على جولة تميم الأخيرة في غرب إفريقيا، بحسب رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا.
وكشف إيمانويل دوبي عن محاولات قطر لتقويض الدور السعودي في إفريقيا، حيث تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات قوية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، مضيفاً أن الصورة الذهنية للدوحة لدى العديد من الدول الإفريقية باتت سلبية، باعتبارها إحدى الدول الداعمة للإرهاب.
وأرجع المحلل الفرنسي السبب في تلك الصورة الذهنية، إلى أن قطر ينظر إليها على أنها محفظة نقدية، وليست مستثمراً حقيقياً بمشروعات تنموية تدر أرباحاً تعود بالنفع على البلاد، حيث تتجاوز أهدافها التأثير الاقتصادي أو الثقافي، إلى الجانب الأمني.
ورغم محاولات الدوحة لتصدير دور الوسيط في الأزمات الإفريقية بين بعض البلدان، لاسيما إريتريا وجيبوتي، إلا أن دبلوماسية مكافحة الإرهاب التي تنتهجها الإمارات والسعودية، يتم وضعها في الاعتبار، أثناء تقييم العلاقة مع الدولة.
وأشار المحلل الفرنسي إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بتقديم إسهام بنحو 100 مليون يورو، لدعم القوة المشتركة لدول الساحل الإفريقي لمحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، فيما قدمت الإمارات إسهاماً بقيمة 30 مليون يورو.
واختتم إيمانويل دوبي حديثه بأن إفريقيا زادت عزلة قطر، وأكدت دعمها للإرهاب تحت مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما أفقدها دعماً دولياً ومحتملاً.