عدوان الحوثي الثقافي.. إرثٌ تهدمه المليشيات
مثّل الاعتداء على المحتويات والمكونات الثقافية، أحد أوجه الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014.
المليشيات الحوثية تعمل على العبث بالمحتويات الخاصة بدار المخطوطات ومخطوطات الجامع الكبير في محافظة صنعاء، وذلك منذ أن استولى الحوثيون على الدار عبر الوكيل المعين من المليشيات.
مصادر مطلعة كشفت أن الوكيل الحوثي يمارس الترهيب على الموظفين ويمنعهم من دخول مكاتبهم وممارسة أعمالهم، وجعل أمر دار المخطوطات محصورًا على مدير مكتبه الذي قام بدوره بتهميش الكوادر الإدارية و الفنية لدار المخطوطات، مع العبث بمحتويات الدار ومحاولاته الاستيلاء على المخطوطات النادرة وكذلك على قواعد بيانات المخطوطات".
تجلت هذه الممارسات الحوثية بشكل واضح من خلال تمكينهم لعدة جهات وبشكل غير رسمي أو قانوني من العبث بمرافق ومحفوظات الدار، وذلك من خلال إرسال فرق إلى دار المخطوطات بأهداف مشبوهة،.
ومنذ سيطرتها على محافظة صنعاء، لجأت المليشيات الحوثية إلى المتاجرة بالآثار والمخطوطات التي هربت جزءًا منها إلى الخارج قبل أن تبيعه بمبالغ متفاوتة عبر سماسرة من قياداتها الذين بنوا ثروات كبيرة من نجارة الآثار والمخطوطات.
وكانت صحيفة "البيان" الإماراتية قد حذرت أمس الأول الخميس، من تنامي عدوان مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ليشمل مختلف مناحي الحياة ومجالاتها.
وأكدت الصحيفة امتداد عدوان مليشيا الحوثي إلى الثقافة والفن، فكان ضحيتها واحدًا من أبرز المعالم الثقافية في قلب مدينة صنعاء، الأمر الذي أثار غضب الوسط الثقافي، وكشف عن الحقد الذي تكنّه المليشيات الإرهابية لكل ما يتصل بالإرث الثقافي.
وأبرزت "البيان" تداعي عدد من المثقفين للاعتصام الجزئي إلى جوار كشك الوحدة في مديرية التحرير بقلب صنعاء، احتجاجا على عزم أمانة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيات، إزالة الكشك الذي يعد من أبرز وأقدم أكشاك الصحف والكتب والمجلات.
وأشارت الصحيفة إلى مناشدة المعتصمين كل المثقفين بضرورة التضامن من أجل وقف هذا الإجراء الظالم، وتأكيدهم الدعوة إلى إلغائه باعتباره يستهدف إزالة أحد المعالم الثقافية المهمة في صنعاء.
ونقلت عن المشاركين في الاعتصام تأكيدهم أن التاريخ سيقول كلمته بقسوة ضد اجتثاث المعالم الثقافية، معبرين عن أملهم في إعادة النظر وإلغاء هذا الإجراء الظالم.