الإصلاح يحّول تعز إلى وكر للقتل والتعذيب والتآمر ضد الجنوب
تحولت محافظة تعز التي كانت بمثابة شعلة ثقافية مشتعلة إلى وكر للقتل والتعذيب من قبل مليشيات الإصلاح التي تحاول توظيف المحافظة لتكون نقطة انطلاق نحو جرائمها في الجنوب، مستفيدة من الدعم القطري والتركي الذي تتلقاه، في ظل تفاهمات عديدة أجرتها مع المليشيات الحوثية التي تتواجد على أطراف المحافظة.
خلال الأيام الماضية نشطت جرائم مليشيات الإصلاح بشكل كبير ولم تعد تمر ساعات قليلة إلا ويكون هناك حادثة أو جريمة بطلها العناصر الإرهابية المنتشرة في أرجاء المدنية، ما جعل المواطنين هناك يعيشون حياة قاسية وسط ظروف صحية بالغة الصعوبة، وأوضاع اقتصادية متردية للغاية، الأمر الذي أضحت فيه المدينة بمثابة غابة يتجول فيها الإصلاح بارتياحية.
تحويل المحافظة إلى بؤرة فوضى سمح بنسج العديد من المؤامرات مع المليشيات الحوثية تحديداً، بعد أن دعمت قطر قيادات محسوبين عليها لإنشاء معسكرات إرهابية في المحافظة لاتخاذها كنقطة انطلاق للتعاون مع العناصر المدعومة من إيران، وأن الموقع الجغرافي للمحافظة يسمح لها بأن تكون نقطة انطلاق لتخفيف الحصار على المليشيات الحوثية في جبهة الضالع وكذلك في الساحل الغربي.
وحذرت صحيفة "العرب" اللندنية، في عددها اليوم الأحد، من مخطط إخواني مدعوم من قطر لتحويل محافظة تعز إلى نقطة لاستهداف العاصمة عدن، ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية محلية أن التصريحات التي أطلقها عدد من المحسوبين على قطر في تعز، محاولة للتمهيد لتنفيذ هذا المخطط.
ولفتت الصحيفة إلى تأكيد المصادر ظهور ملامح التقارب الحوثي الإخواني في تعز التي يسيطر عليها تيار الإخوان الموالي لقطر وتركيا من خلال توقف المواجهات بين الجانبين والتناغم السياسي والعسكري والإعلامي تجاه العديد من الملفات.
وأبرزت "العرب" توقعات المصادر أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدا كبيرا من قبل تيار الإخوان الموالي لقطر وتركيا في تعز لاستهداف قيادة المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، ولعب دور في محاولة حصار العاصمة عدن شمالا بواسطة المعسكرات التي تم استحداثها في ريف تعز الجنوبي.
وأشارت الصحيفة إلى اعتقاد المصادر أن تلك المعسكرات تخطط لاجتياح العاصمة عدن بالتزامن مع أيّ مواجهات عسكرية محتملة في منطقة "شقرة" شرق عدن حيث تواصل قوات الإخوان الحشد واستقبال التعزيزات القادمة من شبوة ومأرب وحضرموت.
فيما تواصل قيادة محور تعز، الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، تحركاتها للتأثير على سير التحقيقات بقضية قتل حراسة المحافظ نبيل شمسان.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، عن تنسيق بين قيادة محور تعز ومقربين من المحتجزين، في سجن الشبكة بالتربة، على ذمة القضية.
وقالت المصادر إن محور تعز الذي يقوده فعليا، مستشار قائد المحور، وما يعرف بمرشد الإخوان في تعز عبده فرحان (سالم)، قدم دعما ماليا لمقربين من أهالي المحتجزين للتظاهر، بهدف الضغط على محافظ تعز والسلطة القضائية، لنقل المحتجزين إلى السجن المركزي بتعز، ليتسنى للمحور التلاعب بالقضية.
وأوضحت المصادر أن المدعو مرشد تنظيم الإخوان الإرهابي، وعد القتلة بتخليصهم بعد تحويل القضية إلى تعز، بعدما فشلت عملية تهريبهم من السجن في مرة سابقة.
وحذرت من محاولة قيادة المحور، تفجير الوضع عسكريًا في مدينة التربة، لإتاحة فرصة لاقتحام السجن وتهريب الجناة، تحديداً وأنها نجحت من قبل في بتهريب المجرمين، عبر ضباط ينتمون للمحور قادهم المدعو أحمد حمود الغزالي، ومعاذ هزبر، وجبران الغزالي، قبل أن تنجح قوة أمنية غير خاضعة لسيطرة المليشيا الإخوانية في إلقاء القبض عليهم في منطقة الزريقة وإعادتهم لسجن الشبكة.
وبالتوازي مع ذلك تصاعدت حالة التوتر في منطقة وادي القاضي، بمحافظة تعز، على إثر اشتباكات، بين فصيلين من مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، أمس السبت.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات اندلعت بين فصيل بالمليشيا يقوده الإخواني عبدالحليم الكهرباء، وأفراد من البحث الجنائي يقودهم مساعد مدير البحث ماجد الزنقل، الموالي للمليشيات الإخوانية.
وأرجعت المصادر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، الاشتباكات إلى محاولة الزنقل، نصيب كمين، نصب كمين، للمدعو كهرباء، في المنطقة، بهدف اعتقاله، بدون أسباب واضحة.
وأوضحت أن الكهرباء أصيب في الاشتباكات، ما استدعى نقله إلى مستشفى الصفوة لإسعافه، مشيرة إلى أن الزنقل حاصر المستشفى للتحفظ على الكهرباء، ليرد أنصار الأخير باستدعاء 20 طقما لمحاصرة الزنقل وأتباعه، ويضطر للانسحاب.
وبحسب المصادر، تجددت الاشتباكات، أمس السبت، بين الطفرين، وأسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم فتاة في العقد الثاني من العمر.
وتعد هذه المرة الثانية التي يعيش فيها سكان وادي القاضي حالة رعب بسبب الاشتباكات بين الفصائل الإخوانية، حيث سبق اندلاع اشتباكات مسلحة بين فصيلي غزوان المخلافي وعبدالرحمن غدر الشرعبي، مطلع فبراير الماضي وتسبب بسقوط جرحى من المدنيين.