ومضة من حياة الشهيد نبيل الظليمي في الذكرى الأولى لاستشهاده
في يوم الثالث من يناير من العام الماضي 2017 م و في معارك تثبيت الأمن والاستقرار وتطهير محافظة ابين من عناصر الارهاب شاءت الأقدار ان تكون نهاية قصة الحياة القصيرة المفعمة بالوفاء للدين والوطن للبطل المقاوم نبيل الظليمي والتي اختتمها بالشهادة في محافظة ابين لتضع رسالة موجوزة مفادها ( واحدية الدم الجنوبي ) .
في خضم معمعات من افواه بدأت تتقيأ وتنبعث منها روائح نتنة مليئة بغازات الحقد والكراهية تستهدف بسمومها وحدة صف الجنوب وواحدية دمه والمصير المشترك هاهو دم المقاوم ابن الضالع الشهيد نبيل علي محسن الظليمي الشعيبي تعطر تربة ابين الجنوب بعد ان ارتقى شهيدا وهو يدافع عن ابين من عناصر الارهاب ويشارك في تثبيت الأمن والإستقرار فيها الى جانب إخوانه من مختلف مناطق الجنوب ليوصل رسالة موجزة في ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي مفادها الجنوب وطن و دم ومصير واحد .
والد الشهيد : افتخر باستشهاد ابني على ثرى ابين الطاهرة ،
والد الشهيد نبيل علي محسن الظليمي انني اكثر فخرا أن كتب الله الشهادة لابني على ثرى ابين الطاهرة بعد ان شارك في تثبيت الأمن والاستقرار في الضالع وعاصمتنا الحبيبة عدن .
ويضيف الظليمي ( والد الشهيد ) لدى استقباله جموع المشيعين : برغم فاجعة رحيله وهو في ريعان شبابه ونحن بأمس الحاجة اليه إلا ان الوطن في هذه المرحلة كان احوج اليه منا فهنيئا له الشهادة ووهنيئا لابين هذا العطاء ولنا وشعب الجنوب الفخر والإعتزاز .
المشيعون : لا مكان الارهاب في الجنوب
وفي موكب التشييع المهيب الذي انطلق يوم 4 - يناير - 2017 م من العاصمة عدن نحو مسقط مسقط راسه في منطقة اقذيذ المشارع بمديرية الشعيب التي وصلها ظهرا صدحت حناجر المشيعين بشعارات تجسد مبدأ التصالح والتسامح وتدعو لمحاربة الإرهاب بكل اشكاله كما تجدد العهد بالمضي نحو هدف شعب الجنوب في بناء دولته على كامل ترابه الطاهر .
موكب التشييع شهد مشاركة واسعة لابناء الجنوب الذين تقاطروا من مختلف المناطق وتحملوا عناء السفر وبعد المسافة ووعورة الطريق يتقدمهم قيادات في المقاومة الجنوبية وقيادات عسكرية أمنية وسياسين وقيادات من السلطات المحلية وشخصيات اجتماعية من عدن ولحج وابين والضالع أبت إلا المشاركة في تشييع الشهيد للتاكيد على استمرار محاربة الإرهاب والمضي قدما في الطريق الذي سلكه الشهيد في حماية الجنوب كل الجنوب .
في شريط ذكريات الشهيد مع اصدقائه وزملائه ومحبيه المليئة بالحب والوفاء عجزت السنتهم عن التعبير عنها بالسنتهم لتعبر عنها دموعهم لحظة اعلان استشهاده ويوم القائهم النظرة الأخيرة على جثمانه الطاهر ، في مشاهد حزينة تروي لحظات جمعتهم بالشهيد في دروب الحياة في الطفولة والفتوة وسنين الدراسة وخنادق الابتسال في الدفاع عن الوطن ، و لا تجد نفسك في هكذا الا واحدا من مئات المكلومين الذين يستعيدون شريط ذكرياتهم مع اسطورة الوفاء والابتسامة والصدق والأمانة التي امتاز بها النبيل الشهيد .
الشهيد نبيل علي محسن أسعد الظليمي من مواليد 1993 م مديرية الشعيب بالضالع درس الإبتدائية والاعدادية والثانوية في مدرسة الشهيد محمد احمد الظليمي ثم اكمل دراسته الثانوية في مدرسة الشهيد العبادي بالعوابل .
" الظليمي " اسرة لها رصيد نضالي بارز في مختلف المراحل
الشهيد ينتمي الى اسرة مناضلة لها اسهامات وادوار بالكفاح المسلح اثناء حرب التحرير من الاستعمار البريطاني وفي معارك التصدي لاحتلال الجنوب في صيف 1994 م حيث كان رصيد هذه الاسرة النضالية ممن نال شرف الشهادة في تلك المراحل اربعة شهداء وهم الشهيد محمد أحمد الظليمي والشهيد محسن علي الظليمي و الشهيد علي اسعد مثنى الظليمي والشهيد محمد قاسم عبدالقوي الظليمي ، بالاضافة الى الشهداء الذين ينتمون لذات المنطقة مثل الشهيد احمد سعيد الحازمي والشهيد اسعد مثنى صالح والشهيد جياد محمد الشعيبي .
محبوب لدى الجميع
حرص الشهيد نبيل الظليمي على المشاركة والحضور في فعاليات الحراك الجنوبي في الشعيب والضالع وفي العاصمة عدن منذ انطلاق الحراك وهو لايزال في المراحل المتوسطة لتعليمه .
الدفاع عن الوطن مسؤولية وواجب
الشهيد كغيره من الشباب الأبطال الذين رأوا وشعروا بمسؤوليتهم وواجبهم في الدفاع عن وطنهم الجنوبي اذ كان من ضمن شباب المقاومة الجنوبية الذين تلقوا تدريباتهم العسكرية في معسكر المقاومة بالضالع وخوض غمار معارك تحريرها من الغزاة - ميليشيات الحوثي وصالح - وتثبيت الأمن والاستقرار في هذه المدينة الصامدة في وجه الطامعين .
وبعد اكمال الدورة التدريبية في الامارات عاد الشهيد ورفاقه الى عدن لتسند اليهم مهمة حماية القصر الرئاسي بمدينة التواهي بالعاصمة عدن قرابة شهرين حتى تم نقلهم الى معسكر 7 إكتوبر في مديرية جعار بمحافظة ابين قبل نحو شهرين من استشهاده 3 - يناير - 2017 م .
المهمة الأخيرة
فرحم الله الشهيد وكل شهداء الجنوب واسكنهم فسيح جناته ، الشفاء للجرحى ، الحرية والنصر للجنوب .