السجون والأكاذيب.. ورقة سياسية في قبضة المليشيات الحوثية
في الوقت الذي ترتكب فيه المليشيات الحوثية صنوفًا عديدة من الاعتداءات ضد السجناء التابعة لها وبعدما افتضح أمر هذه الجرائم، لجأ هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران إلى ترويج أكاذيب تحاول إلصاق اتهامات مماثلة لخصومه، ضمن لعبة سياسية تُجيدها المليشيات.
قيادة اللواء الحادي عشر عمالقة، التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي، كذّبت ادعاءات مليشيا الحوثي عن وفاة أحد أسراها تحت التعذيب.
وقالت قيادة اللواء في بيان لها: "المزاعم التي تحدثت عنها المليشيات بشأن وفاة الأسير عطاس أحمد محمد الكينعي، تحت وطأة التعذيب، كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
وأشار البيان إلى إسعاف الكينعي ومعالجته بعد إصابته بجروح بليغة أثناء قيادته عناصر حوثية للتسلل في منتصف مارس الماضي إلى مواقع اللواء في مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية.
وأوضح أنّه عقب علاج الكينعي، المقرب من زعيم المليشيات، تم نقله إلى الموقع الخاص بالأسرى، مؤكدًا تعامل القوات المشتركة مع الأسرى وفق تعليمات الدين الإسلامي والمواثيق الدولية والإنسانية، وتعمل على توفير كافة احتياجاتهم الطبية والغذائية والإيوائية.
وأضاف البيان: "حديث المليشيات الإيرانية عن عمليات تعذيب الأسرى في الساحل الغربي، إنما هي مزاعم يراد بها البحث عن مبررات تغطي تعنتهم ورفضهم التجاوب مع الجهود الأممية والدولية بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين، كما أنها مثار سخرية كونها صادرة عن جهة معروفة بجرائمها الوحشية بحق المعتقلين الذين يتعرضون لمختلف صنوف التعذيب التي تخلف لديهم عاهات جسدية ونفسية لا يمكن الشفاء منها".
محاولات الحوثيين لإلصاق الاتهامات بخصومهم، تأتي في وقتٍ ارتكبت فيه المليشيات الكثير من الجرائم ضد المعتقلين في السجون الحوثية التي أصبحت أشبه بـ"مقاصل الموت".
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي أقدم على اختطاف الكثير من المدنيين والزج بهم في سجون مرعبة، يتعرّض فيها المدنيون لأبشع صنوف التعذيب.
وفيما تتكدّس السجون الحوثية بأعداد ضخمة من المعتقلين، وفي ظل السرعة القصوى التي ينتشر ويتفشى بها فيروس كورونا، فإنّ كثيرًا من المآسي ربما تشهدها سجون المليشيات يدفع ثمنها هؤلاء المدنيون.
وتُمثِّل سجون المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمثابة "مقاصل" يذوق فيها المعتقلون والمختطفون الموت في كل ثانية تمر عليهم داخل هذه الأوكار سيئة السُمعة.
وأظهرت إحصاءات حديثة ارتكبت المليشيات الحوثية خلال عام 2019 فقط، 12 ألفًا و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وبلغت حالات الاختطاف عشرة آلاف و99 حالة بينهم سياسيون وعسكريون وطلاب ونشطاء، منهم 52 إمراة وسبعة أجانب، وعدد المخفين قسرًا 2537 حالة بينهم 231 امرأة و158 طفلًا.