لماذا استعرت جرائم الحوثي ضد المدنيين؟
كثّفت المليشيات الحوثية، من جرائمها التي تستهدف المدنيين في المقام الأول، من أجل ترهيبهم من جانب، ووأد أي تحركات قد تندلع ضد المليشيات، بالإضافة إلى مساعيها للزج بالمدنيين إلى جبهات القتال.
ففي جريمة جديدة، اقتحمت عناصر مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، معززة بآليات قتالية وعربات جند مصفحة منازل المواطنين في عزلة الثوخب، في مديرية الحشاء، واختطفت 20 منهم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة بعد نهب منازلهم وسلب ممتلكاتهم.
وأكد أهالي عزلة الثوخب أن عناصر مليشيا الحوثي داهمت القرية بشكل مفاجئ، واعتقلت نحو 20 مواطنًا دون إبداء أي سبب، كما نهبت منازل المختطفين بعد اقتحامها وطرد الأطفال والنساء تحت تهديد السلاح.
وأوضح الأهالي أنّ عناصر المليشيات الحوثية نهبوا عددا من المركبات الخاصة بالمواطنين، في الوقت الذي صوبوا فيه السلاح نحو النساء والأطفال، وأطلقوا الألفاظ النابية تجاههم، وسط نوبة خوف وهلع شديدين أصابت الأهالي.
وتقع عزلة الثوخب شمال شرقي مديرية الحشاء على الحدود الشمالية الغربية لمنطقة حجر السُفلى. وما زالت تقع في النطاق الجغرافي لسيطرة المليشيات الحوثية في مديرية الحشاء.
وبحسب مصادر محلية، كانت المليشيات قد اتفقت مع أهالي البلدة على إبقائها بعيدًا عن الصراع على حد وصفها، لكنها نكثت عهدها من خلال قيامها بهذه الانتهاكات.
وتسود تحذيرات عدة من تنامي إجرام مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ضد المملكة العربية السعودية، وتهديدها أمن المنطقة واستقرارها، لا سيّما بعد محاولاتها لشن اعتداءات على المملكة العربية السعودية قبل أيام.
وفي هذا السياق، أكّدت نورمان راؤول المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن استهداف المليشيات الحوثية الإرهابية للأعيان المدنية في السعودية دليل جديد على إجرام المليشيا وإيران، وتناقض المجتمع الدولي الذي يدّعي حرصه على السلام والإنسانية.
وأضافت راؤول أنّ الحوثيين وإيران لا يلتزمون بأي قوانين دولية أو هدنة إنسانية، ويغامرون بشن هجمات غير مسؤولة ضد المملكة، الأمر الذي يعكس رغبة إيران في استمرار الصراع ولو كان الثمن حياة المدنيين الآمنين واستقرار المنطقة.
كما أنّ الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية وصلت إلى الأمم المتحدة وموظفيها، فيما قوبل الأمر بصمت مريب من المنظمة الدولية، فقبل أيام، احتجزت المليشيات المدعومة من إيران، رئيس لجنة التنسيق الأممية، الجنرال الهندي أباهجيت جوها، وأعضاء فريقه الأممي، في صنعاء؛ استمرارًا لانتهاكاتها اليومية.
وهذه ليست المرة التي تستهدف فيها المليشيات الحوثية، الأمم المتحدة في اليمن بشكل مباشر، وكثيرًا ما استهدفت نقاط ضباط الارتباط التي نشرتها لجان الرقابة الأممية نهاية أكتوبر الماضي، لمراقبة سير تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وإيقاف عملية إطلاق النار.
إقدام المليشيات على استهداف نقاط المراقبة التي نشرتها الأمم المتحدة، يمثل إصرارًا من قبل الحوثيين على التصعيد العسكري، كما أنّ ذلك يبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يخشى الإدانة الدولية ولا أن يطاله أي عقاب.
وعلى الرغم من الاعتداءات التي استهدفت رجالها مباشرة، تواصل الأمم المتحدة لعب الدور المريب في اليمن، فيما يتعلق بتعاملها مع المليشيات الحوثية، والجرائم التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.