مؤامرات محور الشر في الشمال لن تنجح في الجنوب
رأي المشهد العربي
ليس هناك شك بأن هناك مؤامرات عدة نسجها محور الشر التركي القطري الإيراني من خلال مليشيات الحوثي والإخوان في الشمال، وهو ما ترتب عليه تسليم جبهات الجوف ونهم وبعض أجزاء من مأرب، في ظل تعاون عسكري وسياسي علني بين الطرفين بدا ظاهراً أمام الجميع طيلة الأشهر الماضية.
مؤامرات قطر وتركيا وإيران تستهدف بالأساس تسليم الشمال إلى المليشيات الحوثية الإرهابية أمر بدا قريب أكثر من أي وقت مضى في أعقاب عمليات تسليم الجبهات، على أن يكون الجنوب خاضعاً للإخوان وشرعية الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، وبدا ذلك أيضاً واضحاً أمام الجميع في ظل استمرار تقدم الحوثي باتجاه مأرب واستكمال تسليم مواقع الجوف في وقت تحشد فيه الشرعية قواتها إلى شبوة وأبين ووادي حضرموت في محاولة لاختراق العاصمة عدن.
الخيانات التي خطط لها ونفذها قيادات الشرعية بدأت منذ التوقيع على اتفاق الرياض، وإن كان هناك تقارب بين الطرفين في السنوات الماضية غير أن الأطراف الإقليمية حينما أدركت أن التحالف العربي ماضي في طريقه لتصحيح مسار الشرعية تحركت بخطى سريعة لاستباق أي محاولة من شأنها إنهاء الأزمة، وبالتالي فإن عدد من أعضاء الشرعية المقربين من الحوثي والمنتمين إلى تنظيم الإخوان الإرهابي لم ينتظروا لحين توقيع الاتفاق وأعلنوا رفضهم له وسارعوا من أجل الاتفاق مع الحوثي على تسليم الجبهات.
لكن قيادات الشرعية لا يعلمون أن خيانتهم في الشمال لن تؤدي إلى سيطرتهم على الجنوب، وأن ذلك يرجع لأسباب عدة على رأسها أن الشرعية تلقت قبل ثمانية أشهر تقريباً هزيمة قوية من أبناء الجنوب في أغسطس الماضي تسبب في هروب أعضائها من العاصمة عدن، وبالتالي فإن موازين القوى في جانب القوات الجنوبية التي تتهيأ لخوض أي معركة وسط دعم شعبي قوي تتلقاه من مختلف الفئات بعد أن أثبتت مليشيات الإخوان الإرهابية أنها قوة احتلال غاشمة تستهدف الهيمنة على خيرات الجنوب.
وكذلك فإن الهزائم التي تعرضت لها الشرعية في جبهات الشمال وإن كانت بالاتفاق مع الحوثي لكنها تركت أثراً سيئاً في نفوس العسكريين، وأن اعتمادها على المرتزقة لن يجدي نفعاً مع القوات الجنوبية التي تدافع عن قضية تؤمن بها ولن تتخلى عنها وتدرك أنها ماضية على طريق استعادة الدولة.