تعدّدت الاعتداءات والمجرم واحد.. هل آن أوان استراتيجية الجنوب؟
على مدار السنوات الماضية، اتبعت القيادة السياسية الجنوبية استراتيجية هادئة، هدفت إلى تحقيق الاستقرار السياسي، تحلت فيها بأقصى درجات ضبط النفس إزاء الانتهاكات التي تعرّض لها الوطن.
أحدث الجرائم التي استهدفت الجنوب تمثّلت في واقعة اختطاف رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة شبوة الشيخ علي محسن السليماني من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
المليشيات الإخوانية اختطفت السليماني ونجله ومدير مكتبه في مفرق الصعيد خلال عودتهم من محافظة أبين قبل أن يتم إطلاق سراحه في وقتٍ لاحق.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، قد استقبل مساء أمس الأول الثلاثاء، الأسير المحرر أبو وسام محمد الفيضي اليافعي بمبنى محافظة أبين في مدينة زنجبار.
تعليقًا على ذلك، أكّدت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة شبوة أنّ جريمة اختطاف الشيخ علي محسن السليماني من قبل مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية تضاف إلى جملة الخروقات المتتالية لاتفاق الرياض.
وأهاب انتقالي شبوة، أبناء المحافظة والجنوب عامة بضرورة رص الصفوف في هذه المرحلة المفصلية، التي تكالب فيها أعداء الجنوب على مشروعه الوطني.
ودعت قيادة المجلس في شبوة، قوات التحالف المتمركزة في مطار العاصمة عتق إلى العمل على تهيئة الظروف الملائمة؛ لتنفيذ اتفاق الرياض.
وأوضحت أنّ اعتقال مليشيا الإخوان مع الشيخ علي محسن السليماني وأربعة من مرافقيه أيضًا عمل جبان من فئة تعمل جاهدة بكل ما لديها من قوة على إخضاع وإذلال شبوة.
وشددت على أن تلك الجرائم لن تزيد الأحرار والمناضلين إلا عزيمة وإصرار نحو تحرير شبوة، وتطهيرها من دنس المحتل وأدواته الرخيصة.
الجريمة الإخوانية تحمل تفاقمًا في الاستهداف الموجّه للجنوب وشعبه وأرضه، وتفرض واقعًا جديدًا يتوجّب أن يتخذه المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة المقبلة، فيما يتعلق باستراتيجية التعامل مع الانتهاكات التي يتعر ض لها الجنوب.
وأصبح من الضروري على القيادة الجنوبية، أن تُغيّر من استراتيجيتها والتخلي عن الهدوء الواقع في الوقت الراهن، لا سيّما أنّ مجريات الأمور تُشير إلى أنّ التصعيد هو عنوان هذه المرحلة.
يتفق مع ذلك رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد الذي طالب بضرورة تغيير استراتيجية المجلس الانتقالي في ظل الأحداث الحالية.
وكتب بن فريد عبر تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر: "حيثما يسيطر المجلس الانتقالي تتحرك بحرية خلايا سرية وغير سرية،عسكرية واستخباراتية، وجميعها تعمل لتقويض وجود وتأثير المجلس، ومع ذلك لم يتخذ المجلس رغم أنه في حالة حرب أي تدابير ضد هؤلاء جميعا كما فعلت مليشيات الإصلاح مع السليماني".
وأضاف بن فريد في تغريدته: "هذه الاستراتيجية يجب أن تتغير كما يفعل الخصوم معنا".
وتتعرّض محافظة شبوة لاحتلال غاشم من قِبل المليشيات الإخوانية، أصبحت مرتعًا لفوضى أمنية صنعتها السلطة الإخوانية، يدفع ثمنها الجنوبيون على صعيد واسع.
وشهدت مناطقٌ كثيرة في شبوة، انفلاتًا أمنيًّا كبيرًا، وانتشارًا للجريمة والمخدرات عقب سيطرة مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، على المحافظة النفطية.
كما لجأت حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، إلى افتعال الكثير من الأزمات في مناطق الجنوب بغية تأزيم الأوضاع الحياتية أمام الجنوبيين.
وفيما دخلت مؤامرة استهداف الجنوب مرحلة استهداف قيادته، فإنّ حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا تحمل قدرًا كبيرًا من العداء والحقد تجاه المجلس الانتقالي.
وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن يُفهم من خلالها أسباب العداء الكبير الذي تحمله المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية ضد المجلس الانتقالي، فالقيادة الجنوبية حقّقت الكثير من النجاحات السياسية والعسكرية في غمار رحلتها نحو استعادة الوطن.
وحقّقت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، الكثير من الإنجازات السياسية طوال الفترات الماضية، بما يُقرِّب الجنوبيين من تحقيق حلمهم المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.