أجسادٌ تُفنَى ودماءٌ تسيل.. كيف تدفع إب ثمن السيطرة الحوثية؟
تواصل محافظة إب دفع ثمن خضوعها للسيطرة الغاشمة من قِبل المليشيات الحوثية الإرهابية التي تتعمّد صناعة الفوضى الأمنية لتضمن بسط مزيدٍ من الهيمنة على هذه المناطق.
ففي أحدث حلقات هذه الفوضى الأمنية، لقي شاب وطفلة مصرعهما، جراء اشتباكات مسلحة عنيفة في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وقالت مصادر محلية، إن نصر الجبري نجل عضو مجلس النواب محمد الجبري، لقي مصرعه برصاص مسلح يدعى يعقوب الجحدري في مثلث المواصلات جنوب إب.
وأرجعت المصادر الجريمة إلى خلافات قديمة بين القتيل والجاني تطورت خلال الأيام الأخيرة وانتهت بمقتل نجل البرلماني فيما فر الجاني عقب ارتكابه عملية القتل.
وقامت عناصر مسلحة من أسرة القتيل وفقا للمصادر بملاحقة الجاني إلى مسقط رأسه بمنطقة المشاعبة شرق مدينة إب.
وأضافت المصادر أنه تم تبادل إطلاق النار بين أسرتي القتيل والجاني، وهو ما أدى إلى مصرع طفلة نتيجة الاشتباكات فيما لا تزال الأجواء متوترة حتى اللحظة.
وتعتبر محافظة إب واحدة من أكثر المناطق التي دفعت ثمنًا باهظًا لهذا الخطة الحوثية وأصبحت مرتعًا لفوضى أمنية عارمة تصنعها المليشيات الموالية لإيران، ففي نهاية مارس الماضي، شهدت مديرية بعدان في محافظة إب اشتباكات بين مجاميع مُسلحة وبعض الأهالي.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ مجاميع مُسلحة قدمت من مديرية بني حشيش شرقي صنعاء، وحاولت الاستيلاء على معدات وآليات لإحدى شركات المقاولات بمشروع طريق "ريمان - دار الشرف - قمالة" بمديرية بعدان.
وأضافت المصادر أنَّ أهالي المنطقة سارعوا بمحاولة التصدي لهم، قبل أن تندلع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
ولفتت إلى أنَّ الأهالي نجحوا في منع تحميل المعدات فوق القواطر وقاموا بإعادتها إلى موقع المشروع، واحتجاز عددٍ من المسلحين والتحفظ عليهم، مبينةً أن الاشتباكات وقعت أمام قسم شرطة المنطقة الذي لم يحرك ساكناً.
قبلها، قام مسلحون بالاعتداء على منزل عاقلة إحدى حارات مدينة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وقالت مصادر "المشهد العربي"، إنَّ مسلحين مجهولين أطلقوا وابلًا من الرصاص على منزل المحامية أمل الخولاني، عاقلة حارة أحوال الثلاث بمديرية الظهار محافظة إب، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وأضافت المصادر أنَّه لم تعرف بعد أسباب ذلك الاعتداء أو دوافعه، مشيرةً إلى أنَّ هذا الاعتداء هو الثاني الذي يستهدف منزل عاقلة حارة، حيث سبقه بأيام اعتداء مسلح على منزل عاقلة حارة القدسي.
وفي نهاية فبراير الماضي، فجّر مسلحون قبليون منزل محامٍ في محافظة إب، إثر تداعيات مواجهات مسلحة بين أسرتين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، حيث اقتحم مسلحون من أسرة "الطاهري" منزل المحامي "علي السنحاني" بمديرية ريف إب، وفجروه بعد نهب محتوياته.
ولم يكن المحامي "السنحاني" على علاقة بالأحداث التي اندلعت بين شقيقه وأفراد من أسرة "الطاهري".
وجاءت الحادثة بعد ثلاثة أسابيع من قيام مسلحين من ذات الأسرة بتفجير منزلين لأفراد من أسرة "السنحاني" على خلفية خلافات على ممر بقرية "الشرنمة" بريف إب، خلفت 9 قتلى وجرحى.
وارتفعت وتيرة الفوضى الأمنية في محافظة إب، التي بات يُنظر إليها بأنّها أكثر المناطق التي تدفع ثمن هذه السيطرة الحوثية الغاشمة.
وتشهد محافظة إب حالةً من الفوضى، زادت معها معدلات الجريمة والقتل اليومية وأعمال النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة.
وتتضمَّن خطة السيطرة الحوثية الغاشمة على أي محافظة، أن تسود فوضى أمنية تتيح لهذه المليشيات مزيدًا من السيطرة الغاشمة.