معادلة اليمن القاتلة.. نفوذ الأحمر والإخوان الذي يقود إلى الهاوية
في الوقت الذي يحلم فيه اليمنيون بالتخلص من الكابوس الحوثي، فإنَّ هذا الحلم الكبير لن يرى النور في ظل الهيمنة الإخوانية على معسكر الشرعية.
وعند الحديث عن إخوان الشرعية، فإنّ الأنظار سرعان ما تتوجّه إلى الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه المحرك للكثير من الأمور في حكومة الشرعية، ويعمل على حفظ نفوذه ومصالحه، ويملك علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران، ولا تزال استثماراته قائمة بمأمن في مناطق الحوثي.
وقاد الجنرال العجوز، مسلسل كبير من الخيانات في الجبهات، حيث أشرف على تسليم مواقع استراتيجية عديدة للمليشيات الحوثية، عملًا على توطيد العلاقات فيما بينهما على النحو الذي يضمن لهذين الفصيلين البقاء على الساحة طويلًا.
يُشير ذلك إلى أنّه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في ظل وجود عناصر إرهابية مثل محسن الأحمر وهي تخترق معسكر الشرعية، وتحرّك الحكومة وفقًا للمصالح الإخوانية.
يتفق مع ذلك عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، الذي أكّد أنّ السلام لن يتحقق بوجود محسن الأحمر وحزب الإصلاح الإخواني، مؤكِّدًا في الوقت نفسه أنّ جائحة كورونا لن تثني المليشيات الحوثية عن ارتكاب جرائمها البشعة.
العولقي قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "سبع هدن سابقة خرقها الحوثي ولا غرابة أن يقوم بخرق الهدنة الثامنة.. من قتل الآلاف لا يهتم لجائحة كورونا، بل يشعر بنشوة النصر في نهم والجوف وفاعلية الباليستي والطيران المسير".
وأضاف العولقي: "السلام قيمة إنسانية عظيمة لكن سلام الشجعان لا سلام الجبناء وسلام الشجعان لن يحققه التحالف بالأحمر والإخوان".
فرضت سيطرة المليشيات الحوثية على محافظة الجوف بعد تآمر من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، نفسها في بؤرة التطورات السياسية والعسكرية في مجريات الأزمة الراهنة، لا سيّما فيما يتعلق بالقيادات الإخوانية الخائنة، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر.
العبث الكبير في حكومة الشرعية الذي يخدم الحوثيين في المقام الأول، يمارسه الأحمر الذي يُنظر إليه على صعيد واسع بأنّه يقود معسكر الشرعية، لكن ميوله الإخوانية تقود الحكومة إلى الهاوية، بعدما تحالف مع الحوثيين وعرقلة حسم الحرب طوال السنوات الماضية.
وفيما يُنظر إلى حكومة الشرعية بأنّها سببٌ رئيسٌ في عرقلة حسم الحرب، فإنّ الإرهابي الأحمر يقود هذا العبث الحاد بسبب علاقاته النافذة مع التنظيمات الإرهابية وهو ما يُشكل خطرًا على الجنوب والتحالف، وكذا يحمل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي.
ولن يكون لأي نقد موجه للأحمر تأثير أكبر من ذلك الذي يصدر من أحد الأعضاء السابقين في حزب الإصلاح الإخواني، فقد شنّت الناشطة ألفت الدبعي المستقيلة من حزب الإصلاح، هجومًا حادًا على الإرهابي محسن الأحمر، مؤكدةً ضرورة تغييره من أجل وقف مزيد من الهزائم.
الدبعي قالت - في وقتٍ سابق - عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "من أجل وقف مزيد من الهزائم ولأجل تحسين شروط المفاوضات السياسية للشرعية عليكم بتغيير الجنرال العجوز".
وأضافت: "عندما يتغير الجنرال علي محسن من منصبه كنائب للرئيس ويتم تعين نائب للرئيس متوافق عليه ويكون شخصية مهنية ونزيهة وقوية ويعمل على إعادة ترتيب الجيش بأسس وقواعد مخرجات الحوار الوطني فعندها فقط سوف نستطيع التحدث عن معارك تنتصر فيها الشرعية".
وتابعت: "بقاء هذا الجنرال في منصبه يعمل على إضاعة كل تضحيات وجهود المخلصين الذين يدافعون عن مشروع وطني لجميع اليمنيين، وعلى الجميع أن يدرك أن من يتمسك ببقاء هذا الجنرال في منصبه هو المتسبب في كل الهزائم التي طالت وسوف تتطال الشرعية".
واستطردت: "تغيير هذا الجنرال بشخصية مهنية سوف يساعد الشرعية أقل شي في اتجاهين تتمثل بوقف عملية الهزائم وتحسين شروط المفاوضات السياسية ومن غير ذلك تأكدوا أن الشرعية ومن يتحكم بقراراتها هي من تعمل على تمكين الحوثيين بسبب سوء اختيارها لقيادتها".