متابعات كورونية 5 أول حالة ليست خبراً مسلياً
د. عيدروس النقيب
تسارع تداول الخبر الوارد من محافظة حضرموت عن ظهور أول إصابة بعدوى فيروس كورونا (COVID 19) ويقيني أن معظم المواقع الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي الخبرية لم تفعل هذا إلآ بدوافع نقل المعلومة وإن سارعت بعض المواقع إلى تسييس الخبر من خلال القول بأن المصاب كان قادما من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويأتي هذا مكملا لإشاعة (بايخة) عممها نفس الاتجاه السياسي منذ أكثر من شهر تقول أن الإمارات تنقل مرضاها المصابين بكورونا إلى مستشفيات عدن، . . .والباقي يفهمه الحليم وحتى غير الحليم.
عدوى كورونا لن تدع بلادنا بعيدا ونحن لسنا استثناءً، وسواء ظهرت الحالة الأولى في حضرموت أو في دمث فالعدوى قادمة والبلد مهيأة لجائحة نسأل الله أن يقينا شرها لأنها لن ترحم أحداً ولن تميز بين غني وفقير ولا بين شرعي وانقىلابي ، خصوصا ونحن نفتقد إلى أبسط متطلبات مواجهتها.
بعيدٌ عن الحكمة النظر إلى الأمر وكأنه معيب إخلاقيا، والأكثر بعداً عن الحكمة توظيف القضية توظيفا سياسياً والتشفي بالضحايا والبحث عن متهم سياسي والسعي لإدانته.
من المهم تحري الدقة في نشر المعلومات عن أية حالة تظهر هنا وهناك، لكن من المهم أيضاً في ظل هذه الظروف العصيبة أن يقوم أي شخص يشعر بأعراض مشابهة لأعراض عدوى الفيروس أن يبلغ عن نفسه، ليس لمعاقبته لأنه لم يرتكب جريمة ولكن لتقديم الرعاية له وحمايته وحماية أسرته وحماية المجتمع من عواقب انتشار العدوى.
نحن ليس لدينا إمكانيات الصين ولا أمريكا ولا حتى إمكانيات مصر والسودان، لكن لدينا الإرادة والقدرة على اتباع الإجراءات الوقائية، والمتمثلة في تجنب الاختلاط والنظافة، والحجر المنزلي الطوعي وعدم الخروج إلّا للضرورات القصوى، والإبلاغ عن الحالات المشتبهة لعزل أصحابها وفحصهم ورعايتهم بعيدا عمن يمكن أن تنقل إليهم العدوى.
المعزول ليس مجرماً حتى يتهرب من الإعلان عن نفسه، فلقد عزل الكثير من زعماء العالم أنفسهم طوعيا مثل المستشارة الألمانية وولي العهد البريطاني ووزراء كثيرون ولم يستنقص هذا من مكانتهم أو سمعتهم، لكن تظل الوقاية هي العلاج المجاني والأرخص.
ملاحظة أخيرة
إجراءات حضر التجوال ليست لخدمة السلطات، بل لخدمة المواطنين والحفاظ على أرواحهم، ولذلك أتمنى من المواطنين فهم هذه الحقيقة وعلى رجال الأمن الذين يشرفون على تنفيذ إجراءات الحظر أن يفهموا وأن يفهِّموا المواطنين أن بقاءهم في منازلهم هو مصلحة لهم وأن يتعاملوا مع المواطنين برفق وأدب ورقي لأن الحظر يهدف حماية الناس لا إرهابهم وتعسفهم