كورونا يضرب عالم الرياضة بموجة تغييرات

السبت 11 إبريل 2020 22:29:47
testus -US

في يوم مشمس بشهر أغسطس من عام 2021 ، تضطرم الشعلة الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو. الناس بحال ومعنويات جيدة ، والرياضيون يقفزون ويركضون ويتنافسون على الميداليات ، والمشاهدون يتابعون بسعادة في المدرجات.

لاعبو كرة القدم أفاقوا لتوهم بعد الانتهاء من المشاركة في بطولات قارية مثل كأس الأمم الأوروبية وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ، اللتين تم ترحيلهما إلى منتصف العام المقبل بعدما كانت البطولتان مقررتين في منتصف 2020 ، وعادوا للتدريبات مع فرق أنديتهم.

البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس لسباقات سيارات فورمولا-1 يستعد لانتزاع اللقب الأكثر نجاحا في عالم فورمولا من الأسطورة الألماني مايكل شوماخر من خلال انتزاع لقب البطولة للمرة الثامنة في مسيرته الرياضية.

هكذا ، يتطلع العالم كله إلى استعادة حركته وسرعته الطبيعية خلال 2021 بعدما خيم شبح وباء "كورونا" على العام الحالي من خلال ما يقرب من مليوني مصاب بالفيروس الوبائي حتى الآن وأكثر من 100 ألف حالة وفاة رغم القيود الصارمة المفروضة في العديد من بلدان العالم كإجراءات وقائية واحترازية للحد من انتشار الفيروس.

وأصبح السؤال الذي يراود الجميع حاليا هو : كيف سيبدو عالم الرياضة بعد انتهاء أزمة "كورونا".

المال من أجل طبيعة الرياضة :

بالعودة إلى المستقبل وإلى طوكيو ، كانت الأقنعة الواقية جزءا من الحياة في العاصمة اليابانية حتى وإن كانت بشكل أكبر في عربات مترو الأنفاق المزدحمة. وحاولت اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمون في اليابان كثيرا تجنب تغيير موعد الأولمبياد لأن هذا يتكلف الكثير من المال.

وكشفت أزمة فيروس "كورونا" مجددا عن القوة التي تفرض هيمنتها على الجميع في عالم الرياضة.

أظهرت أندية كرة القدم المحترفة ، التي تستثمر بالملايين ، مدى قلقها وخوفها على مصالحها وحرصها على استكمال المسابقات واستئناف الموسم لأن جزءا كبيرا من أموال العقود المغرية للبث التلفزيوني تم إنفاقها.

ولم تستطع الفرق المشاركة في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 ، والتي أنفقت بجنون على مدار سنوات مضت ، في البداية أن تتفق حتى في الأزمة على إنفاق أقل من 175 مليون دولار في العام مع استثناء رواتب السائقين.

ولكن ما هي الرياضة ، وما الذي ترمز إليه ؟

وذكر الموقع الإلكتروني للاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية : "الرياضة قد تكون أشياء عدة: تقاليد أو توجه.. فردية أو جماعية.. عمل اختياري أو مهنة".

وأضاف الموقع : "ورغم هذا ، فإن الرياضة دائما تمثل منصة للقيم المشتركة والمشاعر والحماس. هكذا تجمع الرياضة الناس بغض النظر عن معتقداتهم الشخصية ومتطلباتهم أو أصولهم أو النوع أو السن".

وكانت الرياضة دائما وسيلة للمتعة والترفيه. وهذا بالضبط هو ما يفتقده كثيرون خلال فترة توقف الأنشطة حاليا بسبب فيروس "كورونا".

الرياضة تتغير بالفعل :

تنبأت آنجا كيريج الباحثة في شؤون المستقبل بأن الشيء الجيد هو أنه "رغم أزمة وباء كورونا وتأثيرها على المجتمع الرياضي وعلى اهتمام الناس بالتدريبات والرياضة ، لن يتغير شيء".

ولكن الرياضة تتغير بالطبع نتيجة لتفشي الوباء وينطبق هذا على الرياضات الشعبية ورياضات المحترفين وكذلك على ثقافة المشجعين فالكثير من الأشياء انقلبت الآن رأسا على عقب حتى بما في ذلك أشياء لم تكن واردة في التفكير قبل تفشي فيروس "كورونا".

وأصبحت ممارسة الرياضة في الأندية مستحيلة عمليا خلال فترات الحظر والغلق الحالية وبسبب القيود الاحترازية المفروضة. ولهذا ، تنامت أهمية العروض الرقمية مثل جرعات التدريب على الانترنت أو المنصات التفاعلية.

وأوضحت كيريج ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المستقبل سيشهد الدمج بين النظامين بعدما ظهرت أهمية العروض الرقمية .

نهاية قابلية الانكسار :

وأوضح الفيلسوف والعالم الرياضي جونتر جيبور ، في مقابلة مع (د.ب.أ) ، "فيروس كورونا قد يستمر لفترة طويلة وقد يفقد العاملون في مجال كرة القدم بعض ذويهم" مشيرا إلى أن هذه التجارب التي يتعرضون فيها للقلق والخوف قد تطور علاقات جديدة داخل هذا الجسد.

واعترف جيبور بأن الصحة هي الخير الأسمى ما يعني أن هذه التجربة ستولد توجها رياضيا مختلفا نسبيا حيث يمكن لهذا أن يؤدي إلى تراجع الرغبة في الإفراط في استغلال جسم الرياضيين على الأقل في الرياضات ذات الشعبية. وأضاف : "من ثم ، فإن القيم المالية المفرطة للغاية في سوق الانتقالات ليست أبرز ما يهم الجماهير".

ويتوقع المدربون ووكلاء اللاعبين تراجعا في أسعار اللاعبين هذا الصيف لأن دخل الأندية تراجع بشكل حاد وأصبح نادرا في بعض الأحوال ما يعني أن الأندية لن يكون لديها استعداد كبير لإنفاق المبالغ المعتادة على إبرام الصفقات مع لاعبين جدد